قصيـــد : ربّمـــا : بقلم : محمـــد أحمـــدي ــ
كلـّمــا عتــا الليــل غفــت
وعلـى حلمهـا اتكــأت
قـالـت : ربمـا أشـرقـت شمســي
وأينعـت شجيـراتــي
ونمـت
ربمـا قـدم الربيــع
وهجــع الصقيــع
وخبـت ريـاح السمـوم
وأضحـى نعيـق البـوم طريــدا
قالـت : ربّمـا... ربّمـا...
وبكـت..
قالـت أنـا التـي ترشفّـت موتــي
وعطـش النخيـل شربـتُ
البـرد ينهمـر
والكـل يريدنـي
الصعلـوك والأعـور والجـزار
الذئـب والحـارس والسمسـار
الكـل يريـد وصالــي
حتى الأفعـى التـي
درّت بحكمـة سمهـا
وذاك الـذي
رتّـب الكـون
ونصّـب الخلفـاء
وسمّم الــرُّخـاء
وخضّـب الأرض دمــاء
منعـا القمـر عنـي
و أنـا مـا عـدت أحتمـل
فقــط أريد أن أحلـم
الحلـم...حلمـي المفضل..
قالـت : ربمـا انتـزعــوا
ماتبقـى لنـا مـن درر
ربمـا طلبـوا المـزيــد
وسحبــوا
مـا تبقـّى لهـم مـن رصيــد
فـبالسحـب يـزداد الرصيــد
وربمــا..
ربمــا هـبّت عواصـف
حبلـى بفيـض البحــر
وبـدّدت رؤى الظــلال
وفتحـت لليمّ العظيـم مصاريـع المدينـة
وأطلقــت غاضب المــوج
علـى صانعـي المحـن والوبــال..
قالـت : ربمــا... ربمــا..
واحتضنت حلمهــا.......و.....
+++ محمـــد أحمـــدي +++
( تونــــــس )