سمعتُ عن احتفالٍ في مدائنِ العشقِ
فذهبت أسبقُ الريحَ بخطواتي
وكان نبضُ قلبي يعدو إلى هناك
فى منتصفِ الطريق أوقفتنى مجموعةٌ من النساءِ
وعرضنَ علىّ الحبُ يوماً
قلت لا
فعرضنَ الحبُ شهراً
فردد نبضُ قلبى وقال باللسانِ لا
فعرضنَ علىّ الحبُ سنةً
فقلتُ بلسانِ حالى لا وألفُ لا
فحاولنَ النساءُ تحطيمَ أقدامى
كى أظل معهن رغماً عنى
وأمسكنَ بى وحاولنَ توزيعَ إحساسى عليهنَ
فرفضتْ أحاسيسى تلبيةً رغباتهنَ
فبدأنَ فى ثوراتهنَ
وبدأ صياحُهنَ
ألا ترُيدُ حباً وعشقاً وغرام
فقلتُ لهنَ بلى أريدُ
لكن ما أريدهُ قلباً لم تراهُ عينٌ فى الاحلام
وأنتنَ أبارٌ للاحلامِ
منكُن يرتوي عابري السُبلِ
والحبُ الذى أريدهُ
حباً طاهراً أما هنا فعذراً
أمرني ربى بألا أقتربَ من الفواحشِ والمُحرمات
وأنتنَ قلوبٌ للهواةِ
ومن يسكروا من خمرِ المُستنقعات
فلا تُفكرنَ فى مُجالستى يا جاهلات
فالحبُ أطهرُ من أن نُدنسهُ بخطايانا
والرقصِ مع عاهرات
يا بناتَ الليلِ يا من تتراقصنَ فى الطرقات
سُحقاً
لَكُنَ ولن تحصلنَ منى على إشباعِ تلك الرغبات
فأنا ذاهبٌ لحبىّ الصادقُ الخالدُ
وسأُراقصُ حبى فى النورِ وليس فى الظُلمات
وأزرعُ بذورَ عشقىِ فى الاراضى الطاهرات
فلا تتبعاني يا بناتَ الليلِ
لستُ أنا من يتوقفُ للنظرِ لأجسادكُنَِ العاريات
فلتموتنَ حُزناً وحسرةً
يا من غرقنَ فى الخطيئات
حمداً لربى وشكراً له رافعَ السماوات
ألهمنى الصبرُ وجنبنى سهرُ الليالىِ العفنات
حمداً وشكراً لك ربى
حافظتَ علىّ رغم أننى كنتُ أخطو على أجسادِ الحسناوات
فوصلتُ مدائنِ العشقِ طاهراً
وكنتُ أنا أول الحضور
فذهبتُ أتفقدُ المكانَ
فرأيتُ بعينى وقلبى أميرةَ القلبِ المأسور
جادت علىّ بنظرةٍ
فما كان منى بعدها غيرَ الصمتِ
وكأنى أنا تمثالُ أبو الهول
كنتُ أخشى الحديثَ أو الحركة
حتى لا تبتعدَ عنى نظراتُ عينيها
أميرةُ قلبى وعمرى القادمُ
فالماضى بدونها لن أحسبه
ظللتُ أنظرُ لعينيها فى صمتٍ
ولازالت تجودُ علىّ بالنظراتِ
وكأنها تقولُ لى يا فارس قلبى
ويا فارسَ عُمرى وحياتى
كنتُ فى إنتظاركَ منذ سنوات
أحببتها وأظنها أحبتنى
أنا عشِقتُها وهى بالفعلِ
تستحقُ عشقى أموتُ أنا وتحيا نظرةُ عينيها
فبنظرةٍ من عينيها أحيتنى
ليست حياةُ الموتِ ما أقصدها
فسبحانَ خالقنا هو قادرٌ على موتِ وحياةِ الجميع
أحيتنى بنظرةٍ من عينيها
فمن قبل رؤيتى لها وإحساسى بها
إعتبرونى كنتُ ميتاً فأنا أعتبرتُ نفسى ميتاً
من ألف عام فى بلاطِ العاشقينَ
يقولون عنى فارسُ الحديث
رغم أنى وأنا بمحرابِ عينيها
نبض صوتى حبيس
بعد صمتى بعد إنتهاءِ الحفل
صرختُ بنبضِ قلبى وصوتُ عمرى أُحبكِ
يا فتاةَ عمرى أُحبكِ
يا دنيتى التى لن أحيا إلا بين يديها أُحبكِ
يا من نظرتُ إليكِ فحل الصمتُ بى
رغم أنى من عباقرةِ الحديث
ظلت معى أميرةَ عمرى وحياتى
يومٌ أو شهرٌ لا أدرى فقد أظلم العالمُ فى عينى
حين أحسستُ بأنها بدأت فى بُعدها عنى
بعد أن أحيتنى بدأت تقتلنى
وبعد أن كنتُ أنا فارسَ الصمتِ معها
أصبحت هى فارسةُ الصمتِ معى
ولم تُبدى لى سبباً للهجرِ أو الإبتعاد عنى
سألتكم يا أهلَ العشقِ والهوى
بالله أجيبونى !!
أيحقُ لى
أن أحزنَ على موتى رغم حياتى ؟
أيحقُ لى أن أُكفنَ قلبى بنفسى ؟
أيحقُ لى أن أقتلَ الاحاسيسَ إن راحت لسواها؟
أيحقُ لى أن أزرعَ الحنانَ تحت خُطاها ؟
ايحقُ لى أن أُحبها وأظلَ وفياً لحبها
رغم أنى أعرفُ أن قلبها وحُبها سيكونُ لغيرى؟
أيحقُ لى أن أُضحى بعشرِ نساءٍ من أجلها؟
أم أننى مخطأٌ حين فكرتُ بأن لا أمضى فى طريقِ إبليس؟
أجيبونى يا أهل العشقِ والغرام
أجيبونى يا أهل الحب فى الحقيقةِ والاحلام
أجيبونى بالله عليكم أيحقُ لى ؟؟
.....
عاشق المستحيل
محمود علي أحمد