قصيدة: " لمن تقطفين الياسمين"-
إهداء إلى زوجتي سعاد
شعر د. أحمد محمود –
الأحد 10 سبتمبر 2017
(2)
ها أنت الآن بين الورود تسيرين
تروحين، وتجيئين وتمرحين
يا أميرة الزهور، في الربا، والجنان والبساتين
تتنقلين كالنحلة رشاقة، تطيرين وتحطين
إني أنظر إليك الآن وأنت تتمايلين
صفصافة تميس بين القرنفل والياسمين
تارة إلى اليسار، وطوراً إلى اليمين
الورد يدعوك كي تقطفيه بأنامل الحناء والحنين
تدورين، تفتشين، تحلقين ثم تهدين
إني أراك الآن على شتلات الياسمين تعتلين
وعلى أفانينها تكادين تتسلقين
حاذري وانتبهي كي لا تسقطين
ها أنت الآن بباقة فل تمسكين
ولقصفات الياسمين تقطفين وتعانقين
لكنني أتساءل أحياناً ويخفق لتساؤلي الوتين
لمن تقطفين زهرات وأفنان الياسمين؟!
هذا قلبي يقفز من بين الأضلع كالحساسين
قلبي ينادي ويزقزق وأنت لا تكترثين
بل بالأحرى لا تسمعين ولا تصغين
إني أراك لاهية عنه في حدائق العاشقين
وكأنك ترغبين أن ترحلين
وإلى جبال الجليل وسواقيها تتوقين
وإلى ترشيحا مسقط رأسنا تتوجهين
قلبي يناديك وأنت لا تنظرين
يا عاشقة، البيلسان، والفل والياسمين
حني على هذا القلب المتيم الحزين
ضميه إلى باقة الورود كيفما تشائين
احضنيه أو أطلقي سراحه كما ترتئين
أو اسجنيه! كما ترغبين وتقررين!
يا أغنية تعزف ألحانها في الشرايين
لك ما شئت وما ترغبين
دعيه يعشعش في ربا مقلتيك فوق الغصون
دعيه يربو بين النوار، والرحيق والأفانين
لا تتركيه يتيماً، حزيناً تنهشه أنياب السنين
لا تدعيه يكبو تحت أنيار الطواحين
آه نوارتي ما كل هذا العشق للياسمين؟!
ليتني كنت ياسمينة بين أصابعك تحملين
ليتني كنت نسرينة تمسكين أو بها تحلمين
ليتني كنت باقة ياسمين على مكتبك تضعين!!!
تتشبثين بها ولأريجها تنشقين وتلثمين.
بقلمي د. أحمد محمود