خاطرة بعنوان:(كـــتـــابــي)
و أنا بين التفاهة و الحماقة أحس و كأنني معلق في الهواء بخيوط واهية،كالمعدوم شنقا أو كالمقبوض بأنامل حديدية تكاد تفيض روحي و تطمرني في أعماق الأرض،وحوش ضارية تنهشني كالكلاب من كل جانب لا مفر منها إلا إليها،حتى طفقت لا أبرح كتبي أدس فيها رأسي لأشم هواء عذبا صافيا دافعا العطونة و الرعونة كداء بتطبيبه،صار أغلى و أعز من ذي قبل فقد بات ملاذي الوحيد اليوم إذ تراني أهرب إليه كعاشق لعشيقته الطيبة الحسناء،فإني لأداعب أوراقها كما يداعب القيثار مزهوا و البشر يلبسني و السعادة تحفني من كل جانب،أغوص بين السطور فأجلب اللآلئ كل مرة حتى أحسب روحي قد سكنت القصور و أوت إلى الجنة و بت من أهل الثراء أو من نزل الجنة،أجد نفسي أنيقا جميلا و أنا بين رفوف الكتب كفراشة ترتع بين الأجمة المزهرة و تلهو بحديقة بديعة،أرى كتابي يتنفس و يتكلم و الروح فيه أحاوره و يحاورني يضحكني و يبكيني و في كل سعادة لا و لن أعثر عليها في واقعي المهترئ،سأحمله في قلبي و عقلي و سأسكنه دمي ما شاء لي الله أن أعيش،فهو مأكلي الماتع و حبي الأبدي الذي لا أعرف له نهاية أو خاتمة.
بقلم الأستاذ:بن عمارة مصطفى خالد. تيارت/الجزائر.