مجلة موسيقى الشعر العربى للشاعر/أحمد الشبراوى محمد

هند والحجاج والمأمون

----"----"----"----"----"----

تزوج الحجاج بن يوسف الثقفي من إمرأة اسمها هند رغما عنها وعن ابيها ،

وذات مرة وبعد مرور سنة على زواجهما جلست هند أمام المرآة تترنم بهذين البيتين:

وماهند إلا مهرة عربية … 

                  سليلة أفراس تحللها بغل

فإن ولدت مهر فلله درها…. 

       و إن ولدت بغل فقد جاء به البغل

 

فسمعها الحجاج فغضب ، فذهب إلى خادمه وقال له أذهب إليها وبلغها أني طلقتها في كلمتين فقط لو زدت ثالثة قطعت لسانك ،وأعطها هذه العشرين ألف دينار ،

فذهب إليها الخادم فقال لها:

كنتِ .. فبنتِ !!

كنتِ يعني كنتِ زوجته

فبنتِ يعني أصبحت طليقته

ولكنها كانت أفصح من الخادم فقالت:

كنا فما فرحنا … فبنا فما حزنا !!

وقالت : خذ هذه العشرين ألف دينار لك بالبشرى التي جئت بها !!

وقيل إنها بعد طلاقها من الحجاج لم يجرؤ أحد على خطبتها

وهي لم تقبل بمن هو أقل من الحجاج ،

فأغرت بعض الشعراء بالمال فامتدحوها

وامتدحوا جمالها عند عبد الملك بن مروان

فأعجب بها وطلب الزواج منها

وأرسل إلى عامله على الحجاز ليخَبرها له.. أي يصفها له ، فأرسل له يقول إنها لاعيب فيها ،

فلما خطبها

كتبت له وقالت له ان الإناء قد ولغ فيه الكلب

فارسل لها اغسليه سبعآ احداهما بالتراب

ووافقت وبعثت إليه برسالة اخرى

تقول: أوافق بشرط ..

أن لا يسوق بعيرى من مكاني هذا إليك في بغداد إلا الحجاج نفسه !!

فوافق الخليفة ،

و أمر الحجاج بذلك .

فبينما الحجاج يسوق الراحلة إذا بها توقع من يدها ديناراً متعمدة ذلك ،

فقالت للحجاج يا غلام لقد وقع مني درهم فأعطنيه

فأخذه الحجاج فقال لها إنه دينار وليس درهما ً !!

فنظرت إليه وقالت: الحمد لله الذي أبدلني بدل الدرهم دينارا..

ففهمها الحجاج و أسرها في نفسه

أي أنها تزوجت خيرا منه ..

وعند وصولهم تاخر الحجاج في الأسطبل والناس يتجهزون للوليمة فأرسل إليه الخليفة ليطلب حضوره

فرد عليه :

ربتني أمي على ألا آكل فضلات الرجال !!

ففهم الخليفة و أمر أن تدخل زوجته بأحد القصور ولم يقربها إلا أنه كان يزورها كل يوم بعد صلاة العصر ،

فعلمت هي بسبب عدم دخوله عليها، فاحتالت لذلك وأمرت الجواري أن يخبروها بقدومه لأنها أرسلت إليه أنها بحاجة له في أمر .

فتعمدت قطع عقد اللؤلؤ عند دخوله ورفعت ثوبها لتجمع فيه اللآليء

فلما رآها عبد الملك… أثارته روعتها وحسن جمالها وتندم لعدم دخوله بها لكلمة الحجاج تلك ،

فقالت: وهي تنظم حبات اللؤلؤ… سبحان الله

فقال: عبد الملك مستفهما لم تسبحين الله ؟!!

فقالت: أن هذا اللؤلؤ خلقه الله لزينة الملوك

قال: نعم

قالت: ولكن شاءت حكمته ألا يستطيع ثقبه إلا الغجر

فقال متهللا: نعم والله صدقت وفهم قصدها

وقال قبح الله من لامني فيك ودخل بها من يومه هذا !!

فغلب كيدها كيد الحجاج !!

بقلم ياسر عياد

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 45 مشاهدة
نشرت فى 29 يونيو 2017 بواسطة ah-shabrawy

أ/أحمد الشبراوى محمد

ah-shabrawy
نريد أن نرتقى بالشعر العربى وموسيقاه ونحمى لغتنا العربية من التردى فى متاهات عولمة اللغة تحياتي الشاعر والاديب / أ.أحمد الشبراوي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

401,959