آخر الكلام ...
" من مذكرات أستاذ جامعي "
لاشك أن العلم هو القاطرة التي تشد الإنسانية من عصور التخلف الي عصور التقدم والإزدهار ، وهذا ما حدث بإنتقال الإنسانية من العصر الحجري الي عصر الفضاء حيث الإنسان اﻻن يتجول في فضاء الله لعله يبحث عن كوكب آخر غير الأرض التي عمها التلوث والحروب ، والإنسان لأنه من مادة وروح ، فإن التطور الوجداني من الأهمية كما التطور المادي ، والعلماء دائماً ما يرتبطوا بالفن والأدب إرتباطاً يقترب من إرتباطهم بالعلم ، فأستاذي البروفسير أحمد زويل المغفور له بإذن الله ، كانت جلساته يسودها الكلام في الموسيقى والفن ، وكذلك أستاذي البروفسير فاروق الباز كان أغلب الحورات معه في مكتبه في جامعة بوسطن بأمريكا تدور حول الفنون وتأثيرها في الوجدان ، وكتبت مرة أن المطربه أسمهان (وهي شقيقة الموسيقار الرائع فريد الأطرش) تعتبر أول مرشد سياحى رافق المصريين فى رحلة الى فيينا عاصمة النمسا ، بالأغنية الجميلة " ليالى الانس فى فيينا دى فيينا روضة من الجنة " وفيينا تعتبر من أجمل العواصم الاوربية ، إن لم تكن أجملها على الإطلاق ، وانا كتبت مرة أن أمستردام عاصمة هولندا ما هي إلا حديقة زرعت فيها البيوت ، حتى البيوت تتدله من شرفاتها وبلكوناتها الزهور ، ولكن فيينا تزيد عن مدن اوربا بموسيقى بيتهوفن التى تصدع فى كل مكان ، وتتعانق مع تغريد الطيور وروعة الزهور ، خصوصا السيمفونية التاسعة الرهيبه لذلك العملاق ، ويزيدها جمالا موتسارت ذلك العبقرى الذى الف الموسيقى وهو صغير السن ، تعانق الموسيقى مع جمال الطبيعة يعطى بعداً آخر للحياه فى فيينا ، وأنا أعشق الموسيقى الكلاسيكية ، زاد عشقى لما سمعتها من أعظم الفرق الموسيقية فى العالم ، كتبت هذا الكلام منذ فترة ، فكل مايسترو كان يعطى مذاقاً خاصاً للأداء الموسيقى ، حتى قابلت المايسترو جيمس لاست ، فإذا الموسيقى شيئاً بديعاً بل أكثر ، وأعطى طعماً فريداً للأداء ، ويظل الإنسان يعشق فيينا وتتجلى فيها ليالى الانس الحقيقى .
♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى