مجلة موسيقى الشعر العربى للشاعر/أحمد الشبراوى محمد

40

*** يا شهرنا ... *** المنسرح ***

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يا شَهْرَنا .. وَالْآلامُ ليْ وَطَنٌ

مَنْ يَسْكُنِ الْوَهْمَ ذاكَ مُنْتَحِرُ

أرْضٌ لِأوْغادٍ .. كيْفَ نَعْمُرُها

وَبَيْتُنا الْقَبْرُ فيهِ نَنْدَثِرُ

ما أحْسَنَ الْعَيْشَ لو نَرى أمَلاً

والنَّذْلُ مَيْتٌ .. والشَّرُّ مُنْدَحِرُ

ياشَهْرَنا .. لِلْأوْطانِ مَنْزِلَةٌ

كَفِكْرَةٍ .. في الأْأرْوحِ تَسْتَعِرُ

إلى متى .. أفْكاري تُضَلِّلُني

في الْمَدِّ والْجَزْرِ أنْتَ تَنْحَسِرُ

يا وَطَناً لِلْأعْرابِ مُرْتَحِلٌ ...

إذا تَلاشَى التِّرْحَالُ تَنْتَصِرُ !!!

يا شَهْرَنا .. وَالْمُضَلَّلاتُ بَلا

بَناتُ دَهْرٍ بالذُّلِّ تَأْتَزِرُ

جُحورُ قُطْريَّةٍ لَقَدْ وَهَنَتْ

بالسُّمِّ قَذّافةٌ .. وَيَنْتَشِرُ

حتّى الْهوى فيها صارَ يَطْرُدُنا

دَمامِلٌ في الوُجوهِ تَنْفَجِرُ

هَيَّا .. أروني شَيْئاً لَكمْ حَسَناً

يا أرْؤسَ الشَّرِّ لَيْسَ يَنْكَسِرُ

فُرْ قَتنا .. يالِحُسْنِ مُنْجَزَكمْ !!!

والْعَدْلُ .. بَيْنَ اللُّصوصِ يَنْحَصِرُ

مَنْ غَيْرُكمْ قَدْ أوْدى بِأمَّتِنا ؟؟؟؟

وَقَبْلُ كانتْ للسَّيْفِ تَقْتَدِرُ 

فِراخُ شَيْطانٍ لِلْعِدا سَجَدوا

إنّ دِمانا بالْقَهْرِ تَنْهَمِرُ

أحْييْ أخي فِكْرَةً لنا سَطَعَتْ

يا فِكْرَةً لِلْأجْيالِ تَنْتَظِرُ

يا شَهْرَنا .. إنَّني على ثِقَةٍ

لِلشَّعْبِ .. يوماً .. كُلٌّ سَياْتَمِرُ

ما ضَلَّ شَعْبٌ بِشورَةٍ أبَداً

وَكلُّ حالٍ بِتَرْكِها عَسِرُ

ضَلَّ جَهولٌ مُلَفِّقٌ أشِرٌ

بِشِرْعَةِ الْأعْدا صارَ يَفْتَخِرُ

آهٍ .. على أمَّةٍ غَدَتْ مِزَقاً

كَيْفَ لِقانونِ الرَّبِّ تَحْتَقِرُ

أصيحُ كالذِّيبِ زُجَّ في قَفَصٍ

وَروحُهُ بالْأحْلامِ تَنْصَهِرُ

غادَرَ قَلْبي فَضاءَ أضْلُعِهِ

عَراءُ قَوْمي مَتى سَيَنْسَتِرُ

للهِ يا شَهْرَنا مَصائرنا

زادَ عَرائي والْحالُ يَشْتَجِرُ

مَنْ لِغُثاءِ طَما وَيَخْنُقُنا

إنَّ سَرابَ النِّفاقِ يَبْتَكِرُ

مَنْ لِعُيونِ الْأقْمارِ يُسْرِجُها

عَشَتْ عُيونٌ لِلشَّمْسِ تَحْتَضِرُ

أيْنَ رِجالٌ بالْعِشْقِ قَدْ عُرِفوا

ماتَ الْهَوَى .. بالْأحْضانِ يَنْتَحِرُ

أبُثُّ هَمِّي لِلرِّيحِ .. يَقْتُلُني

حُبٌّ لِمَنْ لِلْقُلوبِ يَحْتَكِرُ

مُنْهَزِمٌ نَبْضُ الرَّعْدِ في وَطَنٍ

أثْداءُ عُهْرٍ بِفيهِ تَنْعَصِرُ

باتَ بأحْداقِ الْمَوْتِ مُضْطَجَعاً

لَمَّا لِأحْضانِ الْوَرْدِ نَفْتَقِرُ

ما عافَ قلبي وَجيبَهُ فَرَقاً

وَلَمْ يَكُنْ لِلرَّغيفِ يَنْفَطِرُ

قَلْبي على أمَّةٍ لَقَدْ دُهِيَتْ

بِطُغْمَةٍ بالأوْطانِ تَنْحَدِرُ

يا شَهْرَنا .. وَالْأيّامُ كَوْكَبُنا

نَرْكَبُ فيها الصِّعابَ .. نَدَّخِرُ

دُنيا لِأمْرِ الْإلهِ مَرْجِعُها

مَنْ ظَنَّ فيها الْخُلودَ .. مُنْدَثِرُ

عودوا إلى رُشْدِكُمْ على عَجَلٍ 

فَقَدْ نَسيتُمْ بِأنَّكُمْ بَشَرُ

لَسَوْفَ تَهْوي كلُّ الدُّمى رَغَباً

أوْ رَهَباً .. والْقِسْطاسُ يَزْدَهِرُ

عَروسُ أحْلامي لا تُفارِقُني

فالْعَدْلُ والْأمنُ والْهَوَى عَسِرُ

أعْشاشُ قلبي بالْحُزْنِ قَدْ مُلِئتْ

على بِلادٍ بالْحَرْبِ تَنْشَطِرُ

مَتَى أوانُ الْأفْراحِ نَبْتَهِجُ

زالَ عَبيدُ الْحُدودِ وانْطَمَروا ؟؟!!

وَالْقلبُ صَقْرٌ يَطيرُ حَيْثُ يَشا

لا قَفَصٌ عادَ فيهِ يَنْحَظِرُ

رُحماكَ رَبِّي فَإنَّني شَبِمٌ

قَدْ عيلَ صَبْرٌ وَماتَ مُصْطَبِرُ

أسْتَغْفِرُ اللهَ .. إنَّني بَشَرٌ

ذَنْبي كبيرٌ .. بالْعَفوِ يُغْتَفَرُ

غَداً تَرى ما قَدَّمْتَهُ جَلَلاً

وَكمْ غَداً لِلطَّاغينَ تَحْتَقِرُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلمي / حسن علي محمود الكوفحي ... 14 / 6 / 2017

*** الأردن ... إربد ***

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 17 مشاهدة
نشرت فى 17 يونيو 2017 بواسطة ah-shabrawy

أ/أحمد الشبراوى محمد

ah-shabrawy
نريد أن نرتقى بالشعر العربى وموسيقاه ونحمى لغتنا العربية من التردى فى متاهات عولمة اللغة تحياتي الشاعر والاديب / أ.أحمد الشبراوي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

402,033