مجلة موسيقى الشعر العربى للشاعر/أحمد الشبراوى محمد

أحوال أمتنا

 

شَحَّت دموعي ففاضَت بالدِّما ألما

واستوقفَ القلبُ من دقّاتِهِ النَّغَما

 

واستحضرَ الفكرُ في طيّاتهِ سَلَفًا

من الشّموخِ فغابَ العقلُ مذ عُدِما

 

أرضُ النُّبوءاتِ لم تُصبِح على خِيَرٍ

والصُّبحُ كان بخيرِ الخلقِ قد عُلِما

 

ما كان بالأمسِ صار اليوم موعظةً

والوعظُ غابَ بأهلِ السّيفِ فانثلَما

 

شمسُ الحضاراتِ في أيّامِنا احتَجبَت

خلفَ الدّماءِ بكأسٍ جهلُهُ حَجَما

 

يأتيكَ بالشَّرِّ لا قولٌ ولا عملٌ

كما الخبيثُ بسوءِ الفعلِ قد خُتِما

 

وكم تراهُ إذا نادى الفلاحُ أبى

يهوى السِّفاحَ ويدنو خلفَهُ نَهِما

 

يرتادُ أوديةً في بطنِها رَجَسٌ

والرِّجسُ يُظهِرُ ما يُخفي وما عَزَما

 

أخلاقُ أزمنةٍ ماتَت بجاهلةٍ

أحيا ولائدَها في النّاسِ من عُقِما

 

يعتاشُ من عَلَقِ الأخبارِ يحسبُها

من سكرةِ الوهمِ حقًّا و الهوى قَلَما

 

آثارُ داهيةٍ تُبنى وقد خَرِبَت

من مَهبطِ الوحي تُلقي العلمَ والعُلَما

 

يسقون شاربَهم سُمًّا فقد مَزَجوا

في أُسِّ فِتنَتِهم من سُمِّهم دَسَما

 

إن ماتَ صائِلُهم مالوا له أملًا

أو عاشَ مائلُهم نالوا به اللَّمَما 

 

العُرفُ في شرعِهم شرعٌ إذا شُرِعَت

أعرافُ شِرعَتِهم حَلَّلتَ ما حَرُما

 

يهدون للنّارِ خلقًا لا خلاقَ لهم

يُخفون خوفًا من الأخيارِ والحُكَما

 

إن باحَ من ضيقهِ صدرٌ أتاهُ بهِ

من ضاقَ واسِعهُ في ظُلمهِ ظَلَما

 

حالُ العروبةِ إن أعربتَهُ عَرَبٌ

في صَرفِ رِفعتِهم أو جَرِّهم جُزِما

 

ألفَيتَ أمرَ عزيزِ القومِ في عَوَزٍ

أما الشّقي فنالَ المجدَ والقِمَما

 

الصّادقون بغَيبِ الجُبِّ منزلُهم

والكاذبون مع الظّلامِ والزُّعَما

 

والرَّبعُ عاثَ بفِسقٍ جُلُّهم لَهِجٌ

فيما تَدلّى لنا من غَربِهم كَرَما

 

أشكالُنا نُسِخَت من مَسخِ ظاهرِهم

أما الدّماءُ فصارَت كالغريبِ دِما

 

تحتارُ من شَبَهٍ ما بين زائرِهم

أو بين صاحبِنا فالشّكلُ قد رُسِما

 

تأتي الفتاةُ فيُحكى أنها رجلٌ

أو الفتيُّ فيغدو كالفتاةِ سِما

 

حَلَّت لنا صورٌ فاختارَ شارعُنا

ما أحدثَ الفنُّ في تصويرهِ العجما

 

فالويلُ من سُبُلٍ قد أنتجَت هَمَلًا

من كلِّ ناحيةٍ أهدت لنا عَلَما

 

صارت تُدارُ بسوقِ المالِ عملتُهم

والتِّبرُ كان شِعارَ الفوزِ فانهزَما

 

والحُكمُ جاءَ على أحكامِهم تَبَعًا

فالشَّعبُ يحكمُ والتّشريعُ ما حَلَما

 

بثّوا التّمَذهُبَ في أوصالِ أمّتِنا

فالشّرخُ زادَ وضاعَ الحقُّ وانقسما

 

أما الحدودُ فداءٌ لا دواءَ لهُ

إلا التَّعقُّل فيمن حَدَّ أو حَكَما   

 

أعلامُ بهجَتِهم في جنبِ عازفةٍ

لحنَ الجنونِ على من عقلهُ انعدما

 

فالشّامُ صارت بلادًا لا عراقَ لها

والقدسُ شعبٌ يريدُ الحلَّ والسَّلَما

 

أما اليمانُ فحَدِّث عن حِرابتِهم

كلٌّ يريدُ الذي من حَقِّهِ زَعَما

 

والآن ليبيا تزيدُ الطينَ بِلَّتَهُ

في كفَّتينِ وسيفُ الحَسمِ ما حَسَما

 

والصّدرُ ضاقَ فما يحويهِ من جَلَدٍ

كالصّخرِ فيه على أركانهِ انحطما

 

والشِّعرُ بوحٌ عقيمٌ لا شفاءَ بهِ

مهما بكى حَرفهُ أو مُرَّهُ لَثَما      

 

مصطفى محمد أحمد كردي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 72 مشاهدة
نشرت فى 6 مايو 2017 بواسطة ah-shabrawy

أ/أحمد الشبراوى محمد

ah-shabrawy
نريد أن نرتقى بالشعر العربى وموسيقاه ونحمى لغتنا العربية من التردى فى متاهات عولمة اللغة تحياتي الشاعر والاديب / أ.أحمد الشبراوي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

401,755