قصيدة ( عد تنازلى )
محمود الحسينى
فتيل الوقت
ينزف
رمادا!
النار تأكل الغابات
النار الجوعى
النار التى خرجت من فم الموت!
ترعى فى الأعشاب!
الحيوانات تتسلق الشجر
الشجر يجرى صوب المستنقع
وعليه الكائنات تعوى
المياه تشتعل
البحيرة صارت
طبق كبير
من الموت الأحمر!
النار ركبت بساط الريح
الوقت يحتضر!
.. 9،10
النار التى أشعلتها
أصابع الكراهية
تقترب رويدا
من مركز الأرض
العالم يضع يديه
على رأسه ويصرخ!!!
الموت يحاصر
كل منافذ النجاة!
.. 7،8
الشمس
لملمت أولادها فى عربة الزمن
ورحلت!
النجوم التى تقيل
فى حجراتها العلوية
أيقظها لسان النار
ركبت سياراتها الخاصة
وإنطلقت نحو الأقاصى
.. 5،6
لوى محتكرو صناعة الموت
رؤسهم!
إستقلوا سفنهم الفضائية
تاركين الأرض
فى النزع الأخير!
المدن غامت كالسحب!
والأنهار الكبيرة
غادرت مجراها!
أوقف الزمن عجلاته المستدامة
وفر ناحية العدم!
أصبح الموت يسير
بعربته المشتعلة
وعلى صدره تميمة
من جماجم الأطفال!!
وعلى فمه المفنوح
كفوهة بركان تتعلق الكائنات
ثم تهوى
فى قاعه اللانهائى!
.. 3،4
ترمد نصف الكرة الأرضية
ركام من الحزن
بين طياتة
ماتت حضارات !
وإستحالت ملايين السنين
من عمر الأرض
لحفنة من تراب!!!
... 1،2
الفناء الأبدى
لحظات ويلف جسد الأرض
ككفن!
حيث سيكون العدم
سيد الكون
رافعا رايته السوداء
كافيلق منتصر!!
...... 0
فجأة!
وقعت كف صغيرة
على وجهى
يد إبنتى الهاربة
من قيظ الليل
فإنتفضت
مثل فأر الحقل!
صحوت وزخات المطر
على شباكى
تعلن فى فرحة
عن قدوم
فصل الشتاء!!
بقلمى / محمود الحسينى
