في تلك المدينة البغيضة..
وفي ذاك الزقاق اللعين..
كان الصباح يغتال كل صباحات حياتي..
يجتث قلبي من بين أضلعي..
فيقتل حتى نسماته..
كنت أفتح مذياع هاتفي..
ﻷسمع همس صباحات مدينتي ..
حيث كل من أحب..
وتأنس روحي..
أسمع فيروز تغني :
أنا عندي حنين..
وعندها تخرج تنهيدة كل الحنين..
لصاحب تلك الشيبات..
ولثوب أمي..لموقدها المشتعل عند السادسة صباحا..
ولحبيبة يبدو الصباح بحضرتها..
كما عروس في خدرها..
ولبراعم صغيرة..
يذكرون حروفي..
يرددونها..
لعل وعسى أعود بينهم كما كنت..
وإلى تلك الزيتونات ..
وذاك البيت في طرف تلك المزرعة..
كنت أحن..
ويأخذني الشوق..
وأتمنى لو أستطيع..
أن أرتشف ذرات التراب..
كفنخان قهوة صباح أمي..
وأحتضن الشوارع..
كما أم رؤوم يلثم طفلها..
قطرات لبنها..
في تلك المدينة..
ضاع مني كثير كثير..
ورحل عني حبيب حبيب..
وبعد عام..
كانت نكسة العمر..
اغتالت تلك المدينة حلم عمري..
فأقتل..وأقتل..
ألف..ألف مرة..
ويأتي القرار..
بأن احتزم حقيبة ..
وأعود أدراجي..
حيث الصباح الجميل..
بين أحضان من أحب..
فيبدو صباحي ذاك..
محملا بذكريات..
هي كما بقايا فنجان قهوة..
سرقتني مرات..ومرات..
لكن هذه المرة سرقتني..
لتعيدني حيث كنت..
"ذكريات وصباح مدينة " "بنت الجبل "