دنيا ظالمة فيها طول اللّيل و قصر النّهار بقلم ( الشاعر المختار السفلري)
دنيا الغرور لديها أسرار
لا أحد يعيش فيها بإختيار
يتداول فيها اللّيل و النّهار
لتتحقّق خلالها الأقدار
لا قوّة و لا حول لكائن حيّ
إلّا بفرار مخفيّ وراء ستار
مكتوب لا يعرفه إلّا من ينبت الأشجار
و من يملك الأقطار و الأمصار
و من عليها قبل أن تكون قفار
يا ربّي لا تجعلني وحيدا مع الأشرار
لقد إبتعد عنّي الأهل و الجار
إن كان هذا قدر فأنت الوحيد معدّل الأقدار
أعد صياغة ما كتبت لي و إرجعني للدّيار
أحسّ نبضات قلبي تنبّؤني بالضّعف و الإنهيار
تكلّم روحي السّاكنة في جسدي لتركع لك ليلا و نهار
تعلم جيّدا أنّك اكثر رأفة من أبي و أمّي الّذين رحلا و حبّذا الفرار
و أنت الوحيد الذّي لن تتخلّى عنيّ و أنت دوما بالجوار
أنا من أهل بيت أنبيائك الأخيار أؤمن بجلاتك و أعادي الكفّار
لقد سبق أن أغواني شيطاني الذي جعلني أغار
من أصحاب الملايين و أشعل في قلبي نار
لتحرق شجرة بستاني مع ورودها و كامل الأزهار
ويضلّ كياني صحراء قاحلة بدون إخضرار
نور من ربّي أتاني لأعدّل المسار
و أرجع لبستاني الورود و الأشجار
و أشهد أن لا إلاه إلّا الله الواحد القهار
كلّ زائل في دنيا ظالمة فيها طول اللّيل و قصر النّهار