ألا يا ساكناً روحي تعالى
فإن الآه من حرّ اللهيب
تصارعني همومٌ لا تبينُ
وأقضي الليل بالوجد العجيبِ
على الأطلال أبكيهم دهوراً
تردُّ الريحُ عجّاً بالكثيبِ
فيا ويح الجريح إذا كواه
لظى الأحباب من نأيٍ مُذيبِ
يسير على دروب هوىً مقيتٍ
ويشكو ويل هجرانٍ غريبِ
فيُمضي الدهرَ يستجدي وصالاً
ويصحو ذات مرآةٍ بشيبِ
فمن يا قوم يوقظني فإنّي
غريقٌ في بحورٍ من نحيبِ
فلا أدري هوى الأوطان يدمي
فؤادي أم هوى صدّ الحبيبِ
فما حال الذي يشكو ضياعاً
وتشريداً من الخلّ الربيبِ
فيا ويلاه من داءٍ تجلّى
ويا أسفاه مِن فقْد الطبيبِ
تعيثُ بنا خطوبٌ من هوانٍ
فيبكي الصخرُ من فتكٍ رهيبِ
ونرجو العون من جارٍ قريبٍ
يلبّينا بصيحات النعيب
فيا ربّاه إنّا في بلاءٍ
فعجّلْ ربُّ بالنصر القريب
وردّ الخير للأوطان تحيا
وينمو الحب مزروعاً بطيب
نصرالدين الخلف/ سوريا