عطشى دمشقُ وقد طالتْ لياليها
ترجو الإلهَ وما جفتْ مآقيها
فيحاءُ عربٍ على التاريخِ شامخةٌ
إن جاسَ بغيٌ ألا فاللهُ حاميها
مَن للعروبةِ إذ ما شامنُا ظمئتْ
هل تزهو أرضٌ بلا نبعٍ يغذّيها
يا مَنْ تُضمّد جرحَ الكلِّ نازفةً
عند الشدائدِ أعيى من يواسيها
هذي دمشقُ ومجدُ العربِ يعرفها
تكبو وتنهضُ إنّ النصرَ آتيها
لا تشتكي الطرقَ مهما النارُ تحرقها
إن الصلابةَ تأتي حين تكويها
مثلُ السيوفِ على النيران قد صُقِلتْ
زادتْ بريقاً وشلّتْ مَنْ يعاديها
قلْ للعروبةِ تنظرْ في مآثرها
هل شعَّ فجرٌ إذا مالشامُ تُهديها
ياباغي العزّ هذي الدارُ مربعهُ
تُسقي وتطعمُ ما كلّتْ مجاريها
الخيرُ في الشامِ إذ ما أرضُهم فسدتْ
قولُ الحبيبِ فهل نخشى أعاديها
يا قاسيونُ وأنتَ الرمزُ من قدمٍ
هاتِ الملاحمَ للأجيالِ نرويها
كمْ من مصائبَ ذابتْ عند قلعتِها
تبقى الشآمُ عروساً خابَ باغيها
نصرالدين الخلف/ سوريا