مذكرات جلاّد
بقلم: المنجي حسين بنخليفة – تونس –
.
أفيق في الصباح
أقبّل زوجتي و أطفالي الصغار
أدعو الله أن يكونوا صالحين
ابتسم في وجه من ألقاه في طريقي للعمل
أدخل لعملي برجلي اليمين
أدعو الله أن يمنحني القوة والصبر.
هو أبناء حيّنا
أعرفهم وأعرف أباءهم
لكنّهم كما قال رئيسي في العمل
هم أعداء الوطن
ـ حاوِل أن تعرف مَنْ وراءهم
وما مخططاتهم...
سببتهم...لعنتهم...ضربتهم...
كلّمتهم الوحيدة: نحن أبرياء
علقتهم، جرحتهم، كهربتهم
ـ نحن أبرياء
حرّقتهم بالنار
غمرتهم بالماء
ـ نحن أبرياء
رأيتهم أمامي مكدّسين كالأشلاء
يطلبون الرحمة والشفقة
لكنّني العبد المأمور
حيثما أداروني أدور
أشعر بأنني بيد حاكمي
مجرّد كرباج، أو سطور
الأعداء أراهم أغبياء
أيطلبون الرحمة من كرباج أو سطور.
وفي المساء
أعود لزوجتي وأطفالي
فرح، مسرور.