مجلة موسيقى الشعر العربى للشاعر/أحمد الشبراوى محمد

اللَّيْلَة الحَمْرَاء ...

 بِقَلَمٍ: الشَّاعِر إِحسان الخُورِي

 

وَصَلتُ بابَ بَيْتَها ..

حَاوَلْتُ عَلَيْهِ أَنْ أَقْرَعَ ..

لَكِنَّنِي تَرَدَّدْتُ ..

قَرَّرَتُ التَّرَيُّثَ هُنَيْهَاتٍ ..

هَلْ سَتَقُولُ أُحِبُّكَ .. 

هِيَ مَاكِرَةٌ ...

لَا تَفْرُكِي عَيْنَيْكِ ..

هُمَا دَهْشَتي الأَبَدِيَّة ..

وَتَوَهَّجَ مساءاتكِ الغَجَرِيَّة ..

أَنَا أَعْرِفُ أَنَّكِ لَهْفَتِي المَجْنُونَةُ ..

وَأَلحانَ أَحلَامي الوَرْدِيَّة ..

هَلْ سَتَعزِفِينَنِي اللَّيْلَةَ بِكُلِّ شَرَاهَتِكِ ..؟

مَاذَا لَوْ مَسَّ فُؤَادَي كَتِفكِ ..!

وَاِنْسَدَلَتْ جِدَائِلَكِ أَمَامَي ..!

مَاذَا لَو تَلَاقَتْ نَظْرَاتُنَا الحميمِيَّةِ ..!

وَبَدَأَ حَدِيثُ الرُّوحَ لِلرُّوحِ ..

هَلْ سَيُنْهَارُ النَّبِيذُ مِنْ شَفَتَيْكِ ..!

وَيَصْدَحُ نَهْدَاكَ حَتَّى ثُمولِ التُّوتِ ..

هَلْ سَيَعمَلُ عِطرُكِ بِكُلٍّ شَقاوتهِ ..!

وَيَفُضُّ كُلُّ اِنْدِلَاعَاتِي ..

هَلْ سَيَكْتَمِلُ الشَّغَبُ فِي دَاخِلِي ..!

وَتُوَرِّطِينَنِي لِحَدِّالمُحالُِّ ..

أَمْ ستُمارِسي حَبْوَ الخَدَرِ ..

وَتَرَتَّبِي الدُّوَارَ بَيْنَ شُفَتيكِ وَأَشْيَائِي ....

هِيَ لَمْ تَغْلِقْ البَابَ بِإِحْكَامٍ ..

هِيَ سَمِعَتْ كُلَّ أَفْكَارِي ..

فَتَحْتْ البَابَ شِبْه المُوصَدِ ..

اِرْتَمَتْ عَلَيَّ كَشَالٍ مِنْ حَرِيرٍ ..

ضَمَمْتُهَا بِتِسْعِ حَوَاسّي .. 

كَانَ الشَّوْقُ يَملؤُها .. 

ويَملؤُني حَتَّى التَعبُّدِ ..

جَالَتْ بِنَظَرِهَا كُلّ أَنْحَائِي ..

أَتُحِبُّنِي ...؟

اِبْتَسَمْتُ بِاللَّوْعَةِ المُنْحَرِفَة ..

عَادَتْ هي تَتَأَمَّلُنِي ..

تَحْتَضِنُ صَدْرِي أَكْثَرُ .. 

تَبْتَسِمُ أَكْثَرُ ..

تَقِفُ أَمَامِي كَمِدْفَأَةِ الشِّتَاءِ ..

تَخْرُجُ مِنْ بَعضِ مَلَابِسِهَا ..

أَخْرُجُ مِنْ جَسَدِي ..

تَدْخُلُ ...

وَتَتْرُكُ بَابَ غُرفَةِ نَوْمِهَا مَفْتُوحاً ..

أَرتَشِفُ مِنْ فِنْجَانِهَا البَارِدِ ..

نَفْسَاً مِنْ السِّيجَارِ مرَّتَيْنِ ..

أَنْسَلُّ خَلْفَهَا ...

أقْتَرِبُ ...

تَترُكُ لِي إِلَى جَانِبِهَا مَكَاناً ..

فَأَجْلِسُ عَلَى طَرَفِ السَّرِيرِ ..

تَقُولُ مَرْحَباً ... 

مَا مِنْ مُجِيبٌ .. 

هَمَسَاتٌ مَكْتُومَةٌ .. 

تَلُفُّ ذِرَاعَيْهَا مِنْ خَلْفِي ..

تَغْمُرُنِي بِكُلِّ مَشَاعِرِ الأَرضِ ..

أَتَيَبَّسُ بُرهَةٌ ...

لِأَجِدَهَا هُنَاكَ ..

تَتَنَاوَلُ آخِرَ قِطْعَةٍ مِنْ عَقْلِي ..

بَعْدَ أَنْ غَمَسْتْ بِسُكَّرِهَا النَّاعِمِ .... 

أفْتَحُ البَابَ مُوَدِّعاً ..

ألتَفِتّ إِلَى السَّمَاءِ رَاجِياً ..

أوصِيكَ بِهَا إِلَهِي ..

اُنْظُرُ فِي عَيْنَيْهَا طَوِيلاً ..

أُحِبُّكِ ...

أَطْبَعُ قُبْلَتِي الأَخِيرَة ..

تُرَافِقُنِي دَمْعَتهَا ..

وَأَمْإحسانضِي بَعِيداً دَاخِلَ أُفُقِ الظَّلَامِ ....

 

مِنْ دِيوَانِي الرَّابِع : نِسَاءٌ مِنْ شَمْعٍ

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 51 مشاهدة
نشرت فى 9 فبراير 2017 بواسطة ah-shabrawy

أ/أحمد الشبراوى محمد

ah-shabrawy
نريد أن نرتقى بالشعر العربى وموسيقاه ونحمى لغتنا العربية من التردى فى متاهات عولمة اللغة تحياتي الشاعر والاديب / أ.أحمد الشبراوي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

402,834