مشيب الحب
ألقى المَشيبُ على أيامِنا حِكَمًا
لولا التصابي لكنا من مشاربهِ
قد محّضَ النُّصحَ في تهذيبِ كاتِبِنا
لكنّه في الهوى أودى بكاتِبهِ
ذابت ذوائبُه في كأسِ حانيةٍ
مازال يتبعُها من طَرفِ حاجبهِ
يمشي الهُوينا ثقيلًا في مَرابعهِ
وإن أتى ربعَها عادَ الشّبابُ بهِ
ينهى جليسًا له من جَسِّ مُفتَتنٍ
والحبُّ منسرحٌ ملقى بغاربهِ
ما سرُّ حبلِ المنى في سيرِ تائهةٍ
يبقى كبدرِ الدّجى يهدي لساربهِ
أغصانُه يبست والعودُ معتَمدٌ
والنّارُ في جوفِه أطَّت بحاطبهِ
أمواجُ عشقٍ لها في صدرِه ظُلَمٌ
والرّوحُ نافخةٌ في شَرعِ قاربهِ
صاحبُه خمرةٌ في دربِ خُلَّتِه
إن خِلتَه تائبًا فاسكُب لصاحبهِ
مصطفى محمد كردي