أنا التاريخ
أنا وحيٌ أنا التاريخُ قد سَطَّرْتُ أمجادي
أنا القِبْلَةْ ..أنا جَذْرٌ من الزيتون أوراقٌ من الزعتر. وَهَمُّ الأرضِ
قد ضاقَتْ به الأقلام قد أودَت به الأحلام .
قد صاغته أحقادي .
أنا ذاك المخيم إن سألتَ اليوم عنواني. أنا بحرٌ من الآهات
قد وَدَّعْتُ أرتالاً من الشهداءِ قد عانَقْتُ أجدادي.
أنا وحيٌ أنا التاريخُ قد سطرتُ أمجادي .
أنا عَبَقٌ من الماضي وكنعانٌ يُلَوِّحُ رافعاً سيفاً
وتحتَ مآذنِ الأقصى لغاتٌ كدتُ أنكرُها . وأنكرها .
لأني ما عرفت اليوم في التاريخ عنوانا .
وتحت مآذن الأقصى وقد عَبَثَتْ
وأحقادٌ لهم كَذَبَتْ وأمالٌ لهم أضْحَتْ تسومُ الأرضَ قربانا .
أنا وحيٌ أنا التاريخُ قد سطَّرتُ عنواني .
ولي رسمٌ ولي ذكرى فَعَكَّا وحي إيماني وذكراها تسطرها
على أمواج شطان وخلجان ببركان .
ويافا تلك أغنيةٌ تغني اللحنَ ألوانا بألحانِ
وقد رَبَضَتْ تنادي الأسدَ من عُرْبٍ وأعجامِ
تنادي قبلةً حَرَّى وتهتفُ شتى الحانِ
فَهَلَّا إنْ عَرَفْتَ اليومَ آمالي.. أتنكرني أم الصرخات عنواني .؟
أنا وحيٌ أنا التاريخُ قد سطرت عنواني .
جبالُ النَّارِ ما هانَتْ ولا تَاهَتْ وَغَزَّةُ لم تَزْلْ بِكْرَاً
وفوقَ الأرضِ عنوانٌ وتاريخٌ وبينيانِ .
وفي مهدِ المسيح جَثَا . وذاكَ الطِّفلُ عُنواني وإيماني .
وقد باتَتْ مآذنكم كنائسكم تُرَتِّلُ وَقْعَ آذان وقرآنِ
وَتصرُخُ من لظى حِقْدٍ وإحزان بأحزانِ .
وقد جَفَّتْ زُهورُ اللَّوْزِ والليمونِ والرُّمانِ قدْ ضاقَتْ
بُحورُ الشِّعرِ أوزاناً بأوزانِي .
أنا وحيٌ أنا التاريخُ قد سطرتُ عنواني
خليلُ اللهِ ما فَتِئَتْ تُضمِّدُ جرح أخواني
وتُذكرُ حِقْدَ أحقابٍ وأزمانِ .
وقد عاثوا بِطُهْرِ الشمسِ فوقَ الأرضِ تحتَ الأرض
أوراقا من التاريخِ تزويراً
وقد عَبثوا بِكُلِّ معالم الأوطان تدنيساً
وَغطُّوا الصمتَ ألحانا وألون السماء دما بِقُبَّعَةٍ
وزيفاً غَطَّى عُنواني .
أنا وحيٌ أنا التاريخُ قد سطرتُ أمجادي
ولي لغة يعانقُ مجدَ ماضيها يصافحُ وَحيُ حاضرها
ويرجو هامةً بيضاءَ قد نالت من الأغرابِ ماضيها.
فلا تصمت ففي التاريخ لعناتٌ يدون سفرَ حاضِرها
توزعُ وَحيَ أنَّاتٍ لكي تَعْبَثْ بماضيها.
أنا وحيٌ انا التاريخُ قد سطرتُ عنواني .
الشاعر : محمد العصافرة * فلسطين * بيت كاحل *