مجلة موسيقى الشعر العربى للشاعر/أحمد الشبراوى محمد

هذه قصيدة " نقش على جبين القمر " أنشرها هنا كاملة

نقش على جبين القمر

سما ليلحق بالعليـــــــــــــــــاء فاتصــــــــلا

.........................................وجاوز الشمسَ حيــــــنًا .. و ارتقى زحلا

سمــت بــه للعلى أنــــداءُ قافيــــــــــــــــــةٍ

.......................................حـــتى إذا سابقتــه النــيراتُ .. عـــــــــــلا

كم داعبـــتْهُ نُسيمــــاتُ الضحى ، فمـضى

.......................................شوقـًا، يضـاحك أزهــارَ الربـــى خجِـلا

معانقــًا في الدجــى ، لآلاءَ زاهـــــــــــرة

........................................و العتمُ كحّلَ جــفنَ الأفــقِ ، فاكتحـــــلا

يمشــي تحـفُّ بــه مــــن كلِّ فـاتنـــــــــــةٍ

......................................مشيَ الغويِّ ، اذا داعبنْـهً ، ثمِــــــــــلا

يرشفنَ منـــــه سلافــــًا ، وحيَ ســـــاحرةٍ

.....................................أهدتْ لـه من معـــينِ الحـــرفِ ، ماغفلا

قد حملته المعــــــــالي ، كلَّ غـــــــــــاليــةٍ

....................................و كم تنــاثرَ ما قــد حازَ ، أو حمــــــــــلا

حازَ الهــوى والمعاني الغــــــرِّ مملكـــــةً

....................................والحبَّ ، والوحيَ ، والإلهامَ ، والأمــــلا

دوحٌ .. ترنَّحَ من سكــرٍ وقـــد هتــــــفتْ

...................................له القـوافيَ .. هاكَ الحرفَ ، فاعتـــــدلا

نشــوانَ ، يشربُ من زقٍّ ، ومن ألـــقٍ

............................. ....يعــــبُّ من خمــرةِ الحرفِ الــــذي ثمـلا

.....

يعـــــالج الحـــرف ، و الأفكار تائهــــــة

.................................فـان أطلــت على وجــدانه ، اخــــــتزلا

يجلو الغبار عليــــــها ، و هي نائمــــــــــة

.................................فان أفاقت ، أضاف الخمر و العســـــــلا

حـتى إذا روض المعــنى و أخرجهـــــــا

...............................ريــانة ، ذهبت أبياتـــــــها مثـــــــــــــلا

يغالــب النفس ، حينا ، في تــــــواضعه

................................فكلمـــا صعدت نحـو العلـى، نـــــــــزلا

...........

يعطي ، ويوصلُ كـــنزًا من فرائـــــــدِهِ

.................................وللمعاليَ ما أعطى .. وما وصــــــــــلا

أعطى البلاغــةَ سفــــرًا ، والبيـــانَ رؤىً

...............................والنثرَ ريحانـةً ، والشعرَ كاسَ طِلــــــــى

فأسكرَ الفــــــــكرَ من صهبــاء قافيــــــــةٍ

..............................ومتـَّـعَ العقلَ ، والآذانَ ، والمقـــــــــــــلا

ورُبَّ ســوسـنةٍ في الروضِ .. تسألـُــه

.............................أليسَ يُعصَرُ راحُ الحرفِ .. قـال : بلى

سرتْ بــه ، في الليـــالي الـــدُّهمِ هِمتـُـه

..............................يسعى إلى قـــدرٍ .. نحو العلى وصـــــــلا

إيمانُه بالقوافـــي ، بــعضُ شــــــرعتـِــــه

.............................حتى اذا أصبحت قي شــرعِـه نِحـــــلا

جالـــتْ بـه طُـــــرقَ الإلهام ممتطيــــــــًا

............................متـنَ القوافي .. و قد مدت لـه السبــــــــلا

غــــــــافٍ عــلى سُــدَّة التاريـــخِ متــــــكئا

.............................عــصا الزمــانِ ، و يمضي فيــه منتقـــلا

......

يتيـــــهُ فـــــــوقَ المعاني ، وهي غافيــــةٌ

...........................بــين الحــروفِ ، إذا ما أوقظتْ ، صقلا

سفينــة في خِضــمِّ المــوجِ عانقهـــــــــــا

.........................هــوجُ الريـاحِ .. ولولا الوجدِ .. لن تصلا

حــتى إذا بلــــــغتْ شطـــآنَ قافيــــــــــــةٍ

.........................أرســى قواعدَها ، واســـتنبطَ العِــــــــــللا

في غيهبٍ .. من معين الشعرِ ضمـَّـخها

...........................نــدى القوافي .. فأغنى العــارضَ الهطلا

......

تعــلو الى شاهقٍ ، في الحقِّ ، همتـُـــه

.............................إلا إلى بـــــــــاطلٍ .. إمّا دعــاه ، فــــــلا

يصــوغُ بالحـــــــــرفِ عِقــدًا من لآلئــــه

..............................ومــن ثغــورِ العــذارى ، نمـَّــقَ الجمــلا

حـــتى إذا استـُــنفِرت أسبابُها ، ضُبــطتْ

..............................أبياتُها صورًا ، واستُكمِلت ، عقـــــــلا

فان بــكى حُـــرقة من دهـــــرِه ضحــكت

..............................لـه القـوافي ، فصـاغَ العقــدَ و ارتجـــلا

نارٌ وبــركانُ ، إن فجَّــرتَ ثــــــــــورتَه

.............................على العِدا.. وســـــلافُ الحب ، ان ثملا

هــو الهــزارُ ، إذا هيَّجتَــــه شجنـــــــــــــًا

.............................وان ترفَّقت .. كان الحبَّ ، والغـــــــــزلا

هـــذا الـــــذي دوَّخَ الدنيــــــــــــا بقافيـــــةً

.............................فــــكيف تُنـــــكرُه يومــًا إذا رحــــــــــلا

خالد . ع خبازة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 11 مشاهدة
نشرت فى 20 يناير 2017 بواسطة ah-shabrawy

أ/أحمد الشبراوى محمد

ah-shabrawy
نريد أن نرتقى بالشعر العربى وموسيقاه ونحمى لغتنا العربية من التردى فى متاهات عولمة اللغة تحياتي الشاعر والاديب / أ.أحمد الشبراوي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

402,629