ـــــــــــــــــــــــــــ غُبار الرّذِيلة ــــــــــــــــــ
ذات ليلة مُقمِرة ،
والشمس قد غادرت تحت جنح الظلام
والليل نشر عباءته الحالكة
ماتت عزيمتي .
وفقدت طُموحي في أحدي أزقتها المدلهمة
قُبلاتي البارِدة غدت بها الأمواج العاتية
فنبتت في صحراء قاحلة .
غشاوة بلوريّة ،
شفيّفة على أحداقها
أحلام مُتسِخة بالسّراب ،
ترقص بلا قدم ،
تمضي وتؤوب ،
وأحياناً تسبقني إلى السرير
فيما أنا أُقلِّم أظافر القمر .
كلماتي المُتأرجِحة
تتعرّج في صلصال التمتام
تتناثر مثل حبّة رملٍ على الأرصفة .
نجومٍ شارِدة ،
تهمس في أُذني القمر
تمنحه نسمة السكون .
أُحدِّق نحوه خجلاً
أُلقي عليه وابِلاً من الأسئلة المُوحلة
مركوناً على الإنتظار
ليس لي منفذاً سواه .
القلم جفّت ينابِعه
والغيمات ذبُلَتْ
قبل أن تسقط مطراً ،
حتى الأمل توارى في ردهة الألم .
لا مكان عنده للحياة
ولا ريح تُحسّسني بالوجود
فقاعة وحدتي تتورّم
ويأسٍ يُحاصرني
والليل كالسّهمٍ الرائش
جثى فوق سكينة الذكريات
يتلكأ على ضِفاف النسيان
الصمت غدأ كابوساً
في زمن الضجيج .
أبتسم لهستيريا البكاء
أختنق من الحزن
أبحث عن مُبرِّر واحد لبقائي في الحياة
فلم أجد
سوى صدى مُلوّث بغُبار الرذيلة .
...................جمال العامري م 12/12 /2014