يخامرني ظني
...........................
لَثِمْتُ النورَ
من عَينيْها دهراً
وسَجنْتُ في صَدري
الأَشواقَ
لم ادرِ انَّ الغيمَ
طِفلٌ يَبكي
إِنْ فارقَ نهدَ
السَماءِ
لمْ أعرُفْ أنَّ عُمري
عُمرٌ
لم أرَ القمرَ بدراً
لَمْ تُكلمْني الشَمسَ
يوماً
وتُخبِرْني بانَّها تَهوَى
الضياءَ
لَمْ يُعلمْني عِشقِي
إلاّ أنَّ اللّيلَ باقٍ
وكأساً يَسكُبُه ساقٍ
وانَّ السهادَ خمرٌ
وأن النَبيذَ
الدواءُ
لمْ تُخْبِرْنِي أُمِّي
كيف اضناها همي
ولَمْ يُكفُلْنِي
بالعشقِ عَمِّي
وكيفُ للعيشِ
الرَجاءِ
كانَ القلبُ يَنبضُ
تَهجوهُ بعضَ الحروفِ
يُصَدِّعُهُ نداءُ لحنٍ
يَعزِفُهُ صُراخُ
الدِماءِ
كانَ يُخامِرُني ظَنِّي
لَمْ اَدرِ
انِّي كنتُ اَنِّي
لَمْ اَدرِ
إِنَّه يَسرُقُنِي سِنِّي
وان اللحيةَ شابَتْ
والجسدَ
في الخفاءِ عابَ
إلاّ لَمّا نَزَعَتْ
الرداءَ عَني
كنتُ احسبُ عُمرِي
يعانقُ بالعشقِ شِعرِي
وإنِّي يوماً سَأَبقَى
كالمُتَنَبي
أو المِعَرِّي
لكنَّ عطريَّ تاهَ
قَشَّةً تَذروهَ الرياحُ
واغصانٌ مِنْ صَدرِي
قُصَّتْ
والنجومُ في
النورِ غَصَّتْ
واستباحَ العَتْمُ
السماءَ
لَمْ أكنْ اَنا اَنا
لا أعرفُ إِنْ كنتُ هُنا
حَتَى الصوتُ
غريبٌ
كالصَدى ضاعَ مِنِّي
وتلاشَتْ في غربةٍ
كُلُّ أحلامِ
البقاءِ
**************
بقلمي .منذر قدسي