غاب السؤال
.................................
لا تُشِيري إليَّ باصبَعِكِ
وتُعيدي عليَّ
السُؤالَ
فَمَدينَتي سَرابٌ
أحجارٌ مدفونةٌ
تحتَ
الرمالِ
لا نَوافذَ يَخترُقُها
نورُ
شَمعةٍ
ولا صريخِ الأطفالِ
ولا نقيقٌ ولا فحيحٌ
ولا نسمةٌ باردةٌ
تمرُّ
ولا هواءٌ عليلٌ
فمديةُ الحزن تقارعُ
اُشواقي بِحرقةٍ
وجَسدِي
تُراقُصُهُ برجفة
أشواكُ دهرٍ
واَنصالُ الرِماحِ
وتَخترُقُهُ أظافرُ
الاهوالِ
ويَمرُّ في عُروقيَّ
قِطارُ الحَكايّا
وتطلقُ رِئَتي زَفيرَ
المَنايا
وتَرميَّ بَقايّا رداءٍ
تَلوَّنَّ اسوداً
واسمالاً
ويَلصَقُ العُمُرُ
طَوابعَ البريدِ
ويَرحَلُ مَسافِراً
مِنْ جَديدٍ
ويَربطُهُ حلم ٌ على
ناصيةِ
الطريقِ
ويوثِّقُ مَعصَمَهُ
بأغلالِ الألمِ
وعيونِ غيمٍ تُلاحِقُهُ
مِنْ بَعيدٍ
تُطلقُ صُراخَ البغايّا
و الوَعيدِ
وتراقبُ حَركاتَ
القَتيلِ
ويُغرِيهِ الغَيثُ
بالوِصالِ
ويَنطقُ البرق غفلة
ورعد
لا يطيقُ الأنتظارَ
لِيقذِفُهُ في بؤرةِ
الضَلالِ
ويَصَداُ النَّدَى عَلى
العُيونِ
لِتَنْتَهي لُعبَةُ الرَحيلِ
ويَتوقَفُ الزمنُ عَلى
آخرِ المحطاتِ
وينتظر من يلوح له
فَيَضحَكُ القَدرُ من
سُخريةٍ القدر
وهُوَ يَضَعُ يَدَهُ
عَلى ثَغرهِ
لِكي لا تَظهرَ
علاماتُ الفراقِ
ويُطرَح السؤالُ نَفسَ
السُؤالِ
عَلى خشبةِ الإحتِضارِ
أيُّها المسافرُ الى
اللِّقاءِ
فالعَربةُ تَحَطَّمَتْ
وغابَ نورُ الضياءِ
و أصبحَ دربُ الرجوعِ
مَحالاً
وحَمَلَتْ الريحُ كُثبانَها
وتاهَتْ مَعَها
قَصِيدَتي
وغاصَتْ الأطلالُ
وَها أَنَا اسْكنُ
في فَجوةِ
الرِمالِ
.............................................
مُنذرقُدسي