الكاتب محمد فخري جلبي
ماتزال تحبني !!!
جميع دروب العشق تبدأ من دمشق !!
وبدأنا قسرا رحلتنا سويا
متعانقين كغصنين من رحم شجرة الحياة تفرعا
ومشيتا طويلا طويلا كامشي الندى
وهمست في أذنها نحن معا في هذا المساء العاطفي
فلاتخافي
وأشتدت الرياح العربية بضافرئها الشقراء
ولحمها النائم على كفي
تفترس النجوم والأسماك الصغيرة
وضيعتها وضيعتني
ونسيتها وتناستني
في مدن الخراب الأزلي كنا !!
لكن متقابلين يفصلنا محيط من نحاس لقيط
هناك أنتظرها
تلوح لي عبثا والوح لها
تخبرني بأنها تحبني
وقساوسة روما يؤيدون كلماتها
فأخبرها بأني أحبها
سيئان الحظ من مثلنا !!
محبتنا أفرغت جوارير الصبر
وأتعبت رحلتنا المدى
نبشت مقابر الدمع
فأنكسر الدمع الآله
تناحرت طؤائف الدم في بيروت
من لنا ؟؟
من ينسج الكفن الدمشقي
وبعد الأنتهاء يلبسنا كفنا أخر ؟؟
من يزعم بأنها مارست الجنس مع الهواء
وحبلت بعاصفة رميلة
أفسدت حفل الرئيس بميلاده الأخير؟؟
لم أحضر أخر لقاء بيننا
المحيط بيننا أصبح كبيرا جدا
فلم أعد أراها ولكن
أسمع صراخها عبر أعمدة الأذاعة الطاعنة بالشيب
وكانت تحاورني بلغة جديدة لاأفهمها
وكنت أنا أيضا أتحدث غير لغتي
وكانو أطفالي يضجرون من تلك الشعائر الصوفية التي أمارسها مرارا و مرارا
وكانو أطفالها يضجرون أيضا
ومنذ عشرات السنين لم أزرها
وهي أيضا !!!
ولكني علمت بأنها ماتزال تحبني
لأنني مازلت أشم من صدر من تدعى زوجتي عطرها !!
وتلك الشهوة تكون قبل الولادة ترصد وجهتها!!!
وأسميت بناتي الأربع كأسمها
لكي كلما أشتقت إليها أصرخ مغاضبا بأسمها . . .