لا تسألوني!
_________
لِمَنْ تَكْتُبينَ الشِّعْرَ سَيِّدَتي وبي
ظنونٌ بأنَّ الشِّعرَ، مِنْكِ لِغائِبِ
تَلوذينَ بالحَرْفِ الأنيقِ غَوايةً
وتَنْأيْنَ عن حُبٍّ بقَلبِ مُحارِبِ
فَجَمْرُ القوافي فَوْقَ خَدِّ قصيدةٍ
كإيمانِ جَوْعَانٍ بِلُقْمَةِ تائِبِ
وَمُوْشِيَّةُ الأجفانِ يا لكِ دمعةٌ
أَيَزْدانُ ليْلٌ باحْتِجابِ كواكِبِ
أنا بَسْمةُ المَحزونِ رُغمَ إِهابِها
وغَفْوةُ أقمارٍ بِحِضْنِ غياهِبِ
فَعُشْبٌ قَشيبٌ واحتِراقُ مَطارِحٍ
قسا العُمْرُ مُخْتارًا نَفيسَ حَبائبي
أُناجيهِ ثغرًا أشْتَهي بِلِقائِهِ
مناسِكَ قدِّيسينَ خَلوةَ راهِبِ
ويُوْعِدُني وَصْلاً ويُؤْثِرُ غُرْبتي
ويَرْفَعُ قَصْرًا مِ الأماني الكواذبِ
وفي همساتِ الفجْرِ نَفْحةُ عاشِقٍ
فيَدْنو وينْأَى عن وُرودِ المَشاربِ
فَمِنْ دَوْحَةِ الأنْفاسِ أحْسو رحيقَهُ
ومن شقْوةِ الإحساسِ تَغْلي رَغائِبي
وأذْكُرُ مِنْهُ قُبْلَتَيْنِ ونَظْرةً
فَتَنْقُطُ عِطْرًا في عُيونٍ جَواذِبِ
وتَسْكنُ أقمارٌ بواحةِ خدِّهِ
كلُؤلؤِ بَدْرٍ بينَ زُهْرِ الكواكِبِ
أسوقُ القوافي كالسَّوارِ بِزَندهِ
فيُضْرِمُ في قلبي بِشُعلةِ حاطِبِ
وأذْرُفُ دَمْعًا من عُيونِ قصائدي
وفوقَ جَبينِ الشِّعرِ بَصْمةُ كاتبِ
وأَسْقي جِراحاتٍ بِرَيَّا أُنوثَتي
فيَنْهَلُ طيبًا مِن دُموعي السَّواكبِ!