دور الاهل مع الطفل الاوتيزم
ان الأسرة كمجتمع صغير عبارة عن وحدة حية ديناميكية لها وظيفة تهدف نحو نمو الطفل نموا اجتماعيا وسلوكيا عن طريق التفاعل العائلي الذي يقوم بدور هام في تكوين شخصية الطفل وتوجية سلوكه ، ففي العائلة التي يسودها الود والوفاق والتعاون ينمو في رحابها الطفل نموا صحيحاً سليماً وتخلق في نفسه الثقة والتماسك والأتزان
ولكن احيانا يكون داخل الاسرة طفل يعاني من التوحد وهذا يؤثر على الاسرة بشكل كبير حيث ان اضطراب التوحد من أعقد واشد أعاقات النمو الشاملة والتي لها تاثير شديد على شخصية الفرد وأسرته والمجتمع الذي يعيش فيه نتيجة لما تفرضه على الطفل المصاب من خلل وظيفي يترتب على توقف النمو التطوري في معظم مجالاته المرتبطة باللغه و التواصل والنمو الإجتماعي والإدراك الحسي والإنفعالي مما يعيق عمليات التعلم والتطبيع وإكتساب القدرات والتعامل مع الآخرين مما يخلق حالة من التوتر والضغوط المستمرة داخل الاسرة في التفاعل اليومي مع الطفل
مما سبق يتضح اهمية الاسرة ودورها الفعال في تكوين شخصية الطفل حيث ان توافق الفرد الاجتماعي يتأثر بالعلاقات والتفاعلات الاسرية والمناخ السائد في الاسرة ويعتبر سوء العلاقات المتبادلة داخل افراد الاسرة والصراع الاسري من اهم المشكلات التي تؤثر في نمو الطفل بشكل عام لذا هناك نقاط هامة لابد يتبعهاالوالدين في تنشئة الطفل حتي ينمو بشكل يساعده على التفاعل الجيد إلى حدا ما مع الاخرين
1- تقبل الوالدين للطفل :
القبول يعرف بأنه الدفء والمحبة الذي يمنحه الوالدين للطفل وإلى اي مدي يشعر الطفل بهذا الحب والعطف بلا شرط أو قيد لان تقبل الطفل شرطا ضروريا لتنشئة اجتماعية فعاله حيث أن شعور الطفل بالرفض والنبذ يحبط الطفل ويزيد من مقاومته لقواعد المجنمع الذي يعيش فيه مما يصبح سلوك الطفل عدوانيا ومضاد للمجتمع ويكون سلوكه غير متوافق
والتقبل يعني ان نتعامل مع الطفل كما هو بحالته الراهنة ويتوقع الطفل من اسرته ان تقوم بإشباع حاجاته الجسمية و النفسية والعقلية بصرف النظر عن خصائصه الجسمية و العقلية والانفعالية فالطفل سواء كان ذو احتياجات خاصة او طفل سليم يتوقع ان تشبع اسرته احتياجاته .
وهناك تأثيرات سلبية محتملة على الطفل من رفاق المدرسة والاقارب وغيرهم إلا ان الاطفال الذين يشعرون بالحب يستمر شعورهم بالثقة بالنفس حتى لو تعرضوا لضغوط كبيرة خارج البيت .
وبسبب توقعات الوالدين الغير واقعية فيما يتعلق بقدرات الطفل والسلوك المناسب للمرحلة العمرية تزداد درجة احساس الوالدين بان الطفل يرهقهما بمطالبه او انه غير ناضج ويمثل ضغوطا متنوعة عليهما وهذا يؤدي الى رفع مستوى التوتر في الاسرة فالأباء لديهم توقعات والابناء لديهم قدرات قد تكون أقل بكثير مما يتوقعه الأباء ولذا لابد ان يراعي الوالدين قدرات وأمكنيات الطفل فيما يطلب منه حتى لا يتعرض الطفل لخبرات فشل مما يسبب له الشعور بالفشل والاحباط
2- التقلب المزاجي :
والتقلبات المزاجية هي انفجارات من الغضب أكثر حدوثا بين الاطفال الصغار وهى من اكثر مظاهر الغضب شيوعا خلال السنوات الاربعة الاولى حيث يلقي الاطفال بأنفسهم على الارض ويضربون بارجلهم ويصيحون وقد يصاحبها إمساك عن التنفس واعتياد الطفل على الحصول على ما يرغب بواسطة الانفجارات المزاجية يساعد على استمرارها وتصبح وسيلة الطفل في تنفيذ ما يريد ووسيلته للسيطرة على من حوله وتمثل عصبية مزاج الطفل وسلوكه الاندفاعي ونوبات الغضب ضغوطا على الوالدين حيث تحتاج إلى قدر كبير من الصبر وسعة الصدر والحكمة قد لا تتاح للوالدين نتيجة لضغوط الحياة الاخرى التي يتعرضان لها كما ان هذا السلوك العصبى من جانب الطفل واستمراه وتكراره يؤدي إلى التوتر وإلى سلوك عصبي من المحيطين ايضاً الامر الذي يجعل المناخ الذي ينشا فيه الطفل غير مؤهل بالمقومات الازمة للنموالسوى .
3- الضغوط الوالديه :
ان مصادر الضغوط والاختلال الوظيفي المحتمل في نظام العلاقة بين الوالدين والطفل قد ترتبط بأبعاد تتعلق بوظيفة الوالدين كشعورهم بالقهر والارتباك ونقص الاحساس بالكفاءة في قيامهم بالمهام الوالديه كما ان افتقار الاب إلى الشعور بالامن يؤدى بالضرورة إلى التوترات العصبية وتتعرض الاسرة حينئذ لعديد من التوترات الداخلية المتزايدة ويؤدى ذلك إلى تأثر العلاقات العائلية في مجموعها وينعكس هذا بشده بدوره على الاطفال في هذا المناخ الذي يعوزه الأمان
وقدرة الام على معاملة طفلها معاملة حسنة خالية من القسوة والتشدد والعصبية تعتمد إلى حدا كبير على بناء شخصيتها ومدى النضج والتوزان النفسي الذي تتسم به
ومن خلال ما سبق يتضح اهمية العلاقة بين الوادين والطفل ومدي تاثيرها على نمو بشكل جيد لذا لابد من توفير الخدمات الارشادية للوالدين من اجل تحسين صورة الذات لديهم ومساعدتها في فهم مشاعر الطفل ومتطلبات النمو وامدادهم بالمعلومات الازمة للتعامل مع احداث الحياة الضاغطة .
4- الرابطة العاطفية للطفل :
فاعواطف ليست اتجاهات جامدة بل انها نامية متطورة وتعتمد فاعلية الوالدين كمعلمين على العلاقة العاطفية مع طفلهما وعلى طرق الضبط التي يستخدمونها حيث يؤدى الدفء إلى رغبة الطفل الدائمة في الاحتفاظ وقبول الوالدين ويشعر الطفل بالتهديد لمجرد تخيله انه سوف يفقد حب والديه لذلك يتنازل عن الحاجة إلى القيام بأشكال السلوك غير المرغوب فيه اما إذا كانت العلاقة بالوالدين تتسم بالقسوة والعدوانية تصبح عملية التهديد بفقد حب الوادين غير فعالة حيث لايجد الطفل ما يخاف ان يفقده فالعلاقة بين الام والصغير لها خصائص وجدانية نوعية تميزها على اي علاقة اخرى وهي ليست العلاقة الوحيدة ذات الاهمية لان العلاقة بالاب والاخوة ايضا لها اهميتها فالطفل الذي يفشل في تكوين رابطة وجدانية بأبيه في الطفولة المبكرة قد لا يمكنه أقامة علاقة حميمة به فيما بعد فكلا الوالدين يؤثر في نمو الطفل
- ويعد إلمام الوالدين بمعدلات النمو الطبيعي للاطفال واعترافهما بالفروق الفردية بين الافراد على وجه العموم وبالتالي بين الاطفال وقبول الطفل بواقعيته الكاملة وقدراته وإمكانياته وتقبل مهام الوالديه ومسئولياتها والالمام بالاساليب الايجابية في التعامل مع الطفل ووسائل التربية والتنشئة الاجتماعية الفعالة من العوامل التي تساعد على قيامهم بادوارهم الوالديه دون الاحساس بالاخفاق او الاحباط او غياب التدعيم من جانب الطفل مما يحقق رابطة وجدانية بين افراد الاسرة مما ينعكس على تفاعل الطفل وتوافقه مع الاخرين والمجتمع بشكل عام .
ساحة النقاش