"صالح "يسير بنفس خطى مبارك
2011/04/05 الساعة 21:18:53
عادل معزب
المتأمل للوضع في اليمن يجد أن هناك تشابه في الخطوات والأساليب القمعية التي كانت سببا في خروج المخلوع مبارك مهينا ، وهذا ما ورد في صحيفة "اندبندنت" البريطانية منذ أسبوع تقريبا على أن الرئيس اليمني يسير على نفس خطى الرئيس المخلوع مبارك في إغضاب شعبه وتنفيره منه، الأمر الذي سيؤدي به في النهاية إلى نفس مصير مبارك، إذا لم يتدارك الأمر سريعا للخروج الأمن والمشرف، بعيدا عن سفك المزيد من دماء اليمنيين الذين يسقطون يوميا في عدة محافظات يمنية وأخرها مذبحة تعز الدامية التي ارتكبتها السلطة في حق أبنائها .
وقد كان يتوقع الكثير من المحللين السياسيين أن مجزرة جمعة الكرامة ستكون كافية لما سقط فيها أكثر من 55 شهيد والتي أحدثت تحولا كبيرا ومفصليا في التفاف أبناء الشعب بكل فئاته مع شباب الثورة السلمية من الجيش ورجال المال والأعمال والدبلوماسيين ومشائخ القبائل اليمنية وسقطت كل الأوراق التي كان يراهن عليها النظام للبقاء ولم يبقى معه إلا فئة الدفع المسبق والمغرر بهم من عامة اليمنيين البسطاء بالإضافة إلى البلاطجة الذين يظهروا فتوتهم أمام شباب سلميين صدورهم عارية ، فلوا عرف أولئك البلاطجة أن الشباب غير سلميين لما اقترفوا مذبحة تعز الدامية لكن هذه الأوراق ستسقط قريبا وسيقدم أولئك المتسببين في تقل شباب الثورة إلى العدالة لينالوا جزائهم بما أزهقوا فيه من أرواح ودماء يمنية يسترخصونها يوما بعد يوم .
فقد أستخدم مبارك كل الوسائل التي تؤدى إلى بقاءه وتشبثه بكرسي الحكم ، فاستخدم القناصة وقتل المئات من شباب ثورة 25 يناير ، واستخدم البلاطجة في الهجوم على ميادين الشباب في محافظات مصر ومنها موقعة الجمل في ميدان التحرير والتي كان يصرف لصاحب الجمل 500 جنيها مصريا ما يقابل عشرون ألف ريال مقابل محاولة دهس وتفريق الاعتصام بالإضافة إلى الخيول والسكاكين وغيرها وكان كله بمقابل دفع مسبق من مبارك .
كما أن الحشود التي كانت تخرج موالية لمبارك يدفع لها مابين المائة الجنيه إلى الثلاثمائة حسب مركز الشخص ومنصبة وهى نفس الخطوات التي يقدم عليها النظام اليمني في الحيلولة للبقاء ولو لبعض الوقت ، ولو كان البقاء على جماجم ودماء اليمنيين التي قال رسول الأمة صلى الله علية وسلم أن هدم الكعبة - وهي أعظم بناء بني على ظهر الأرض في عقيدة كل المسلمين- حجرا حجرا خير عند الله من إراقة دم امرئ مسلم واحد..
وما حدث في الأيام الأخيرة أن ما قاله صالح في انهه سيضحى بالروح والدم والغالي والنفيس فهاهو يتحقق على أرض الواقع في صنعاء و الحديدة و تعز التي كانت آخر مسمار في نعش الرئيس صالح، وجعلت رحيله عن السلطة قريبا جدا.
ولذلك فإن تشابه أخطاء نظام صالح منذ بدأت المظاهرات ضده مع أخطاء نظام مبارك، حيث عرض صالح التغيير، وقال إنه لن يرشح نفسه مرة أخرى للرئاسة، لكنه رفض الاستقالة، حتى مبارك قبل أن يخلع وصل الأمر به كما جاء في صحيفة المصري اليوم عن القيادي في الجيش سامي عنان قولة انه تم طلبه من مبارك لمقابلته للتشاور في كيفية القضاء على الاعتصام في ميدان التحرير بالقاهرة بعد فشل الأمن وهروب الشرطة وهزيمتها أمام صمود وعزيمة شباب 25 يناير .
فقال له مبارك يا عنان إذا تم ضرب الميدان بصواريخ كم سيقتل الصاروخ الواحد فقال له رئيس هيئة الأركان من 5000 إلى 10000 ألف فقال له نفذوا العملية وامسح ميدان التحرير ، فتعجب عنان من هذا الرجل الذي يريد قتل أبناء شعبه من اجل البقاء ، فما كان من القوات المسلحة بعد بلاغها ما حدث في اللقاء الذي دار بينهما إلا أن قاموا بخلع مبارك بالقوة وقالوا انتهيت ولا تصلح رئيسا لمصر والجيش في حماية الشعب وليس في حماية الكرسي وخرج خروجا مهينا مغضوبا عليه ما بقى من حياته ،غير مأسوفا عليه فهو الآن وفى القريب العاجل سيقف أمام القضاء المصري لينال جزاءه العادل فيما اقترفه بحق أبناء شعبة .
وكان الكثير يظن ويتوقع خروج الرئيس صالح مشرفا ولا يخطوا بنفس طريق مبارك ليكون رئيسا مخلوعا فكلما تأخر يوما في الإسراع إلى ترك السلطة ازدادت جموع المؤيدين لثورة الشباب السلمية التي أثبتت حضاريتها في شتى الميادين اليمنية وتركهم أسلحتهم في منازلهم وخرجوا بصدور عارية ليهتفوا سلمية سلمية فهل يكفى إلى الآن ما قد سال من برك دماء للحفاظ على ما تبقى إذا كان هناك حكمة يمانية
ساحة النقاش