مؤسسة المشاركة المجتمعية للتنمية (شارك)

ثورة الشباب كسبت أخر ورقة للرئيس وهي الجيش

2011/03/21 الساعة 22:33:02

عادل معزب

 بعد ما حدث في يوم الجمعة الدامية في ساحة التغيير بصنعاء ، ترك انطباعا كبيرا وصورة واضحة وجلية للوجه السلطة الحقيقي وتعطشها بل وتلذذها بدماء  الشباب السلميين  ما أحدث بركة من الدماء الزكية في موقف ومجزرة وحشية لم تقدم عليها إلى ضمائر  لديها عرف وعادات وتقاليد إنسانية كبيرة ، فلا الشرع الديني ولا الأخلاقي ولا العادات  القبيلة يعمل مثل تلك  الجريمة في القتل العمد والمباشر وكأننا نعيش في أفلام الرعب ومصاصين دماء ، ما أدت تلك الفاجعة إلى قلب الموازين وأظهرت الحقيقة لمن لم يعرفها من قبل.

ولذلك صدق من قال بأن الجيش في خدمة الشعب فبعد إعلان قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء على محسن صالح انضمامه إلى ثور ة الشباب وتكفل بحمايتها وحماية العاصمة صنعاء وحماية اى مكان تتواجد فيه الجيوش اليمنية كما أعلن العديد من قيادة المناطق العسكرية وقيادة الاولويه الأخرى تضامنها مع مطالب الشباب وقد أتت هذه الورقة التي كانت تعتبر ورقة الرهان التي يراهن عليها الرئيس صالح فلا يوجد أمامه الآن إلا أن يستجيب لطلبات الشباب ويتنحى عن السلطة ويترك الشعب يحكم نفسه بنفسه ويختار من يحكمه بطريقة ديمقراطية مدنيه

ويأتي هذا التضامن مع الثورة الشبابية السلمية نتيجة  المجزرة البشعة بحق إخواننا الشباب سارع شرفاء اليمن في الداخل والخارج من وزراء ودبلوماسيين وموظفين كبار ورجال أعمال ومشايخ واعيان على مستوى الشارع اليمني بأكمله إلى تقديم استقالتهم من مناصبهم ومن الحزب الحاكم  وتبرؤهم من نظام سفك دماء شعبه ،إجلالا منهم لعظمة وقيمة الدم اليمني والذي هو أغلى من المناصب والكراسي التي يتولونها ،ما جعلهم يسارعون إلى الانضمام بثورة شباب التغيير في الساحات على مستوى اليمن  والوقوف إلى مطالبهم الأساسية .

 ونتيجة لتسارع وتيرة الاستقالات وخوفا من استقالات أخرى كانت وشيكة سارع الرئيس إلى إقالة حكومة محور  حتى لا تتميز بشرف الاستقالة  الذاتية بل يقال حكومة مقالة من قبل النظام ، وهذه محاولة لامتصاص غضب الشارع اليمني الذي التهب وازداد لهيبا في الداخل والخارج فما عاد اى مكان يوجد فيه يمنيون إلا ويطالبون برحيل النظام .

ولذلك قد يستغرب البعض لماذا يلجأ الرئيس إلى مثل هذه الإقالات والمطلب واضح وهو رحيله هو ، أما يكفيه اليمنيون الذين خرجوا في كل مكان أكثر من خمسة مليون يطالبون برحليه لماذا لا يستجيب ويكون قد حفظ على ما تبقى من ماء وجهه ، أم ينتظر خروج الشعب اليمني بأكمله ، إذا كان  المخلوع حسنى مبارك أسقط شرعيته ثمانية مليون مصري من خمسة وثمانون مليون إما يكفى الرئيس صالح خمسة مليون يمني على مستوى اليمن يقولون له ارحل  ويكفينا برك الدماء التي أسقطت شرعيته ،

فالملاحظ  لما يدور في اليمن أن أغلب أوراق سقطت الرهان  عند النظام  أمام إدارة الشعب ، فقد سقطت ورقة القبيلة وسقطت ورقة الإعلام المظلل والمدلس في الفضائيات الرسمية التي يراهن عليها لحشد الجماهير لكنها  أحدثت تغذية عكسية لصالح شباب التغيير والنتيجة استقالات الإعلاميين البارزين والصحفيين الشرفاء منها كون ضمائرهم  لا تسمح لهم بتزييف الحقائق  والكذب المعسبل على المواطنين اليمنيين  ،

ولم يبقى مع النظام إلا ورقة البلطجة  التي يراهن عليها في بقائه فما إن يتنازل الشرفاء حتى تظهر إمكانهم صورا لا يريدها الشعب نتيجة لإدارتها  مسئولية البلطجة على مدى الأيام الماضية ، ما جعل من ورقة البلطجة ورقة توصلك إلى المنصب الذي تريد  كوزير مثلا ولك ما يناسبك من منصب ما دمت على ذلك ،  ولكن للأسف حتى هؤلاء  لم يجلسوها إلا على بركة من الدماء   لكنهم أقيلوا مع الحكومة ولم يمضى عليهم سوى بضعة أيام ما جعلهم في تعجب .

فهل سقطت ورقة البلطجة إذن أم أنها مستمرة مع أن هناك  أشياء تدور وراء الكواليس ستوصلهم إلى ما يربوا إليه غير مدركين أن ساعة الرحيل قد تكون قريبة كون الشباب لن يغادروا ساحات التغيير  حتى يسقط النظام  الذي يريد أن يعيد نفسه على برك من الدماء الزكية للشباب الذين  سطروا بصدورهم العارية رصاص القناصة والمحترفين  ظنا منهم أن من تبقى منهم سيرجع إلى بيته لكن ما حدث هو تزايد الإعداد وسقوط أوراق النظام واندماج رجال الأعمال اليمنيين إلى ثورة أبنائهم مطالبين بدولة مدنية .

المصدر: التغيير نت - اليمن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 60 مشاهدة
نشرت فى 1 إبريل 2011 بواسطة adelmozab

ساحة النقاش

مدونة الدكتور / عادل معزب

adelmozab
موقع متخصص فى الحكم الرشيد ومكافحة الفساد فى اليمن »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

9,073