الإعلام الرسمي وسياسة التظليل على الشعب
2011/03/31 الساعة 16:45:59عادل معزب
إن المتتبع إلى ما تتناوله القنوات والصحف الرسمية من تظليل على المواطنين اليمنيين وترويعهم من الشباب في شتى الميادين بشتى أنواع وسائل الخداع والتظليل في محاولة منهم إلى عدم إيصال المعلومة الصحيحة إليهم ، مما جعل الكثيرين من أبناء اليمن رجالا ونساء وأطفالا ينفرون من مشاهدتها ويشعرون بالاكتئاب لو فتحت أو سمعوها ، وذلك بسبب ما تقترفه في تصويرها لمجريات الساحة .
فتراها مثلا عندما وقعت مجزرة الشهداء في جمعة الكرامة التي ارتكبها النظام في حق الشباب ، قامت القنوات بتصوير الحجار وتكبيرها في الشارع وكان اليمنيون يتوقعون ظهور القنوات الرسمية التي تمول الشعب أن تكون شاهدة الحدث وان تقف بحيادية وتصور برك الدماء التي غطت شارع الرباط لكن للأسف وكان هؤلاء الشباب ليسوا يمنيون يريدون الحرية والكرامة للجميع ، ما جعلهم ضحايا المجزرة الإرهابية التي قاموا بها القناصة المحترفون مصاصي الدماء والتي هزت وجدان كل اليمنيون في الداخل والخارج .
وقد كان من الأفضل أن تقوم هذه القنوات بنقل الحقيقة ، واخذ العظة والعبرة من الإعلام المصري الذي سقط إلى مزبلة التاريخ أيام الثورة المصرية حيث قام شباب 25 يناير بمحاكمة وزير الإعلام وكل من شارك في الحرب الإعلامية ضد شباب الثورة وهاهم اليوم ينالون جزائهم وغيرهم غير موقفه ورجع مع شباب ثورة 25 يناير وثورة الكرامة ، ما جعل الإعلام المصري يتغير 360 درجة كإعلام حر بعد التظليل والكذب الذي كان يمليه على المواطنين ليل نهار ، و
فهل هذه هي المهنية التي يقوم بها الإعلام الرسمي في تغطية الأحداث بكل حيادية وصدق وتراهم يمضون بنفس الخطوات التي كان عليها الإعلام التونسي والمصري من الكذب والتظليل ومحاولة الاتصال المدبلج من المطابخ الإعلامية ، ما جعل الكثيرين من الشرفاء الذين تركوا أماكنهم في القنوات الإعلامية وأعلنوا انضمامهم إلى ثورة شباب اليمن الواعد ، لماذا نحاول وان تحجبوا الحقيقة بغربال فهذا شي لا يستسيغه احد بل تزيد ميادين الشباب بالمناصرين لما يرونه من مزايدة ومحاولة بائسة للتأثير على مسار الثورة فهي ماضية في طريقها تحقيق أهدافها ولن تبرح الميادين حتى يسقط النظام وتتحول اليمن إلى دولة مدنية تعيد بناء يمن الثاني والعشرين وفق المشاركة المجتمعية والتعددية السياسية .
ولذلك فإن إردة الشعوب الثائرة لا يمكن أن تقهر وتتراجع ومن ظن ذلك فهو واهم آو مصاب بالجنون فكيف بإمكانه مواجهة إردة شعب خرج على بكرة أبية في شتى اليمن ،فمن ظن غير ذلك وتوهم أن هذا الفيل الذي تحرك في ربوع اليمن يمكن أن يهدأ فهذا لا يقرأ الواقع جيدا ، ويتخيل له من خلال ما يصلهم من أخبار كاذبة ومظللة أن الأمور تمام وبالإمكان المراوغة ومحاولة إظهار ما يحدث أنها مجرد شيء عادى ، فإرادة الشباب قوية ومستمرة ومتزايدة فقد استطاعت أن تكسب إلى صفها كل أطياف المجتمع اليمني بكل فئاته المدنية والعسكرية والقبلية والحزبية فجميعهم مناصرون لثورة الشباب ومؤيدين لها ولم يكونوا كما يزعم البعض يريدون أن يسلبوا هذا الحق منهم فالثورة ثورة شباب وهم من يسيرونها وهم من يقطفون ثمارها إنشاء الله .
ساحة النقاش