الوحدة الوطنية

من آثار الثورة التي يثبتها التاريخ وحدة الشعب المصري بكل طوائفه وحدة لا تنكسر ولا تضعف أمام انتشار الشائعات والانفلات الطائفي والتعصب وذلك لأن وحدة الشعب المصري راسخة رسوخ الجبال

من التاري مواقف تثبت قوة الأواصر بين ملمي الأمة ومسيحيها ومن حسن الطالع أن نجد ذلك جليا في ثورة 19 والتي كان شعارها " يحيا الهلال مع الصليب " وكثيرا ما كان القساوسة يخرجون للثورة يدا بيد مع الشيوخ ومقامة الاحتلال كان يشهد بالتلاحم والتكاتف والتلاحم بين عنصري الأمة

واليوم في ثورة الشباب 25 يناير تأصلت العلاقة في أيام الاعتصام بالتحرير فكانت الصلاة تقام تحت عين وبصر المسيحيين وهم حراس ساهرون على أمن المسلمين المصلين وكذلك كانت تقام صلوات الأخوة المسيحيين تحت الحراسة المشددة من الشباب المسلم وهم فخورون بذلك ولقد شهد العالم بهذه الرابطة والآصرة القوية بين المسلمين والأقباط والجدير بالذكر أن القداس والصلاة كانا في عمق ووجدان كل مصري بدعاء واحد وتبتل صادق أن يحمى الله هذا الوطن وأن يخلصه من عثرته وأن ينير بصيرة أولاده للخلاص من الفساد والاستشراف للمستقبل المشرق أي صلة تك وأي تامح ذلك الذي يجعل الشباب ينسون أرواحهم في سبيل الوطن

ويبق السؤال الذي يطرح نفسه علينا هل كل ما ذكرناه يمكن أن يذوب تحت وطأة الاشاعات والدسائس والفتن ؟ الإجابة البديهية واضحة وضوح الشمس ألا وهي إن من يضحي بروحه من أجل رمز الوطن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون متعصبا أو جاحدا أو ناكرا لحق أخاه في الخياة والأمن والسلم في دينه وأهله

إذا فما حدث من فتن وتدفع وتقاتل وهدم أنما هو من فعل قوى لا تريد لهذا الوطن أن يقوم من عثرته ولا يقوى على مواجهة أعبائه ةمشكلاته وبالأحرى أعدائه فسعادة الأعداء في ضعفنا وتشتتنا وخوفه ورعبه في قوتنا ووحدتنا فنحن شعب واحد ومصير واحد وتراب واحد ونأكل من أرض واحدة ما يلم بنا يصيبنا جميعا وما يفرح أحدنا يسعدنا جميعا فانتصار اكتوبر لم يقل عنه أحد إنه انتصار لمسلم ولا لمسيحي بال انتصار لمصر

وقد قال الشاعر

 يقفون للقرآن إجـلالا لـــــــه         ولـربنا ونعظـــــــم الإنجيـلا

هــذي قبورهم وتلك قبورنا                متجاورات في الزمان طلولا