وقفة رسول الله مع شباب الاسلام
عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بالشباب تتخذ أشكالاً عديدة منها الوصايا النافعة لهم،
ومن ذلك وصيته لابن عمه عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) قال:
كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال:
((يا غلام! إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف))
حديث حسن صحيح. وصححه الألباني في كتابه (صحيح سنن الترمذي) 2/309.

هذه وصية عظيمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عمه الغلام ابن عباس،
 وصية يتكفل الله سبحانه وتعالى لمن عمل بها أن يحفظه في أموره كلها،
ومن جملتها أعز ما يملكه الإنسان إيمانه بربه،
فيحفظه الله سبحانه وتعالى من الشبهات المضلة،
 ومن الشهوات المحرمة.
ويدخل في هذا الحفظ أيضاً حفظ الشاب في ماله وبدنه وأهله وكل أموره.

ومن الوصايا القيمة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم الشباب وصيته لأبي ذر (رضي الله عنه) قال:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن))
حسن صحيح. وحسنه الألباني في كتابه (صحيح سنن الترمذي) 2/191.

هذه الوصية نفسها أوصى بها الشاب معاذ بن جبل (رضي الله عنه) حيث قال:
 يا رسول الله! أوصني، قال:
 ((اتق الله حيثما كنت أو أينما كنت قال: زدني قال: أتبع السيئة الحسنة تمحها، قال: زدني، قال: خالق الناس بخلق حسن))
 أخرجه الإمام أحمد في المسند، حديث رقم 31554.

فالوصية (اتق الله حيثما كنت)
توقظ في الشباب مراقبة الله سبحانه وتعالى، وخشيته، في كل زمان ومكان،
فالشاب معرض أكثر من غيره للوقوع في المعصية،
لقوة دافع الشهوة عنده،
فإذا ضعفت نفسه وزلت به قدمه،
فإنه يجد في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يمحو ذنبه ويريح قلبه.

ومن عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بالشباب ما كان يعاملهم به من التقدير لحقوقهم والاعتراف بمكانتهم، ويدل على ذلك ما يرويه سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ فقال للغلام:
((أتأذن لي أن أعطي هؤلاء فقال الغلام لا والله يا رسول الله لا أوثر بنصيبي منك أحدا قال فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده))
أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب الأشربة، حديث رقم 5620.

فلم يحتقر الرسول صلى الله عليه وسلم الغلام لصغر سنه بل اعترف له بحقه الذي شرعه له الإسلام لأنه عن يمين الرسول،
فاستشاره في تقديم الشراب إلى من هو أكبر منه، ومن له مكانة عند المسلمين،
إلى أفضل هذه الأمة بعد نبيها وهو أبو بكر الصديق (رضي الله عنه).
فآثر الغلام أن يشرب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم فشرب.

ولا عجب في ذلك فقد جاء الإسلام بالخير والسعادة لكل البشرية، فمن وفقه الله لهذا الدين سعد في دنياه وأخراه، ومن ضل عن هذا الدين فهو على خطر عظيم.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 282 مشاهدة
نشرت فى 10 يونيو 2014 بواسطة aboukhaled89

mohamed khaled

aboukhaled89
محمد خالد خريج تجارة المنصورة 2010 رئيس الحسابات بشركة السبع ماسات العالمية لادارة وتشغيل الفنادق بمكة المكرمة والمدينة المنورة -المملكة العربية السعودية -خبرة بمجال السياحة والعمرة -الاهتمام المحاسبة والمجال المحاسبى مع محاولة التقريب بين علم المحاسبة الحالى وبين ماذكر فى القران الكريم »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

80,422