يتبادر للذهن إن الإرشاد الزراعي يتعرض لكل ما يخص الشئون الزراعية والحيوانية فقط ولكن الحقيقة أن أجهزة الإرشاد الزراعي أجهزة تنموية في المقام الأول بؤرة اهتمامه بصفة عامة التنمية الريفية ككل أي انه بالإضافة إلي اهتمامه بالشئون الزراعية والحيوانية فهو يهتم بالمنزل والمرأة والشباب وكيفية تنمية المجتمع الريفي فهو يدرس احتياجات الريف ومشاكله للعمل علي تبني هذه الاحتياجات وإيجاد البدائل المناسبة لتحقيق إشباع هذه الاحتياجات وحل المشكلات من خلال وضع برامج إرشادية ومن خلال هذا البرامج وبتخطيطها التخطيط العلمي السليم يتم تحليل الموقف لمعرفة معلومات عن المجتمع الذي سوف ينفذ فيه البرنامج التنموي وطبيعة هذه المعلومات تتمثل في: ما هي الإمكانيات البشرية والمادية الموجودة بالمجتمع محل تنفيذ البرنامج التنموي وما هي الخبرات الموجودة لدي المجتمع المحلي التي يمكن ان تسهم في تنمية المجتمع إيمانا بأن تنمية أي مجتمع لن تتم الا من داخله ومن خلال أبناء هذا المجتمع حسب المثل القائل لن يحك جلدك مثل أظافرك ويجب ان نتعرف علي مهن السكان بالمجتمع محل البرنامج وما هي مستويات دخولهم وما عدد الفقراء الذين يحتاجون إلي تنمية دخلهم وما هي المساعدات المحلية التي يمكن تقديمها من خلال المجتمع نفسه وما نسبة الأمية في هذا المجتمع وكيفية التغلب علي هذه المشكلة وما حجم مشكلة البطالة بالمنطقة وكيفية التغلب عليها، والتعرف علي البرامج التنموية السابقة ان وجدت وما هي انجازاته حتي يتم البناء عليها حتي لا نبدأ من جديد وما هي المنظمات التي يمكن ان تشارك في برامج التنمية الريفية والتعرف علي جمعيات المجتمع الموجودة ما هو دورها هي والمؤسسات الحكومية كالمدارس والوحدات الصحية والبيطرية والجمعيات الزراعية والمراكز الإرشادية ومراكز الرعاية الاجتماعية في برامج التنمية وما هي مساهماتها في هذه البرامج وهل يوجد خطط لمقابلة الأزمات إذا حدثت ومن هم الأفراد والجماعات المحلية المنتظر مشاركتها في البرنامج وما هي خبراتهم ومدي توقع مساهماتهم في البرنامج وما هي الجهات التي يمكن أن تتعاون في تخطيط وتنفيذ البرنامج وما هو دور البنوك ورجال الأعمال في تمويل تخطيط البرامج التنموية محل التنفيذ .........الخ ثم تأتي مرحلة التعرف والتحديد الدقيق علي مشاكل المنطقة سواء كانت مشاكل معرفية وتنفيذية وتمويلية مثال: مشكلة محو الأمية والفقر والبطالة ونقص الخبرات في جميع مجالات الحياة الريفية ونقص المشاركات المجتمعية سواء من الريفيين بصفة عامة و النساء والشباب ومشكلات البنية الأساسية والتحتية كالصرف الصحي ومشاكل البيئة واستنزاف الأراضي الزراعية والاستخدام الخاطئ للمبيدات سواء الزراعية او المنزلية والاستخدام الخاطئ للأسمدة مما قد تسببه من أمراض خطيرة ..............الخ ولذا يجري تحديد هذه المشكلات بدقة لترجمتها إلي أهداف ومحاولة صياغتها أولا :- في صورة أهداف عامة مجردة ثم تحويلها إلي أهداف تعليمية يقوم من خلالها الجهاز الإرشادي بتصنيف هذه الأهداف فإذا كانت أهداف مادية أو مالية يجري توصيلها والتوصية للجهات المعنية بتنفيذها من خلال برامج أما قصيرة المدى وآخري متوسط والبعض طويلة المدى أما الأهداف التعليمية وتنقسم إلي أهداف معرفتيه وأخري تنفيذية والأخيرة كتعديل اتجاه أو محاولة تغيره وتحديد اهم المشروعات والصناعات التي سوف يتم تدريب الريفيين عليها خاصة الشباب والمرأة الريفية لتحسين الدخل والقضاء علي الفقر كل ذلك من خلال التدريب علي المعارف والمهارات ومحاول تعديل إلي الاتجاهات المرغوبة ولن يتم ذلك إلا من خلال إقناع المجتمع محل تنفيذ البرنامج التنموي بضرورة إحداث التغييرات نحو الأفضل .......الخ ويلي ذلك إقرار هذه الأهداف في صور بيان مكتوب وتحويله الي خطة عمل يجب تنفيذها وتشمل هذه الخطة علي ما يلي: 1- تحديد مجالات الاجتماعية والزراعية والاقتصادية وغيرها من المجالات التي يراد إحداث تنمية فيها . 2- تحديد الأهداف من التي يراد من البرنامج تحقيقها. 3- تحديد الأفراد ذوي الخبرات التي سوف تشارك في تنفيذ البرنامج التنموي. 4- تحديد منطقة البرنامج بدقة. 5- تحديد الجدول الزمني لتحقيق أهداف البرنامج 6- تحديد الخبرات الخارجية التي يحتاجها تحقيق البرنامج. 7- تحديد الجمهور المستهدف من البرنامج 8- تحديد المدربين المخصصين للتدريب في البرنامج التنموي. 9- تحديد التسهيلات التدريبية التي يحتاجها التدريب في البرنامج من قاعات وأجهزة عرض وغيرها من التسهيلات 10- تحديد ما هي المشروعات والصناعات التي سوف يتم تدريب الريفيين عليها خاصة الشباب والمرأة الريفية لتحسين الدخل والقضاء علي الفقر 11- التعرف علي جهات التمويل للبرنامج سواء كانت جهود ذاتية- رجال أعمال – بنوك – جهات حكومية – جهات خارجية. 12- تحديد أدوات التقييم لتحديد انجازات البرنامج والتدريب علي هذه الأدوات للتدريب الداخلي للبرنامج وتحديد الجهات المحايدة التي تعمل علي تقييم البرنامج تقييم دون تحيز وتقييم واقعي من واقع الانجازات. والتقييم يتم في كل خطوة من خطوات البرنامج وتقييم مفاجئ للبرنامج لمعرفة مدي جدية العمل في البرنامج. 13- تحديد الجهات المتابعة لتنفيذ البرنامج في كل خطواته لمعالجة أي قصور في وقته.. والاستعانة بكل ما يحتاجه البرنامج في أي وقت وفي أي خطوة من خطوات البرنامج ويجب ان يكون البرنامج مرن وقابل للتعديل في مساره في أي وقت لتحقيق أهدافه بقدر الإمكان ثم تأتي مرحلة إعادة النظر في البرنامج لتلاشي أي تقصير قد يكون وقع أثناء تنفيذ البرنامج . ثم تأتي مرحلة التقييم النهائي لمعرفة ما تم انجازه من أهداف البرنامج التنموي وكتابة تقرير بذلك ورفعه للجهات المعنية اما بتجديد البرنامج أو تصميم برامج جديدة يكون مرجعها الأساسي البرنامج المنقضي وذلك من خلال كتابة التوصيات لما يوصي به البرنامج ورفعها للجهات الأعلى لمحاولة تنفيذها أي أن الإرشاد الزراعي عمله يتم في ظروف صعبة والتي تتحدد الظروف الصعبة كمثال: نقص أعداد القوي العاملة في أعداد المرشدين و نقص الإمكانيات الإرشادية كوسائل الاتصال الإرشادية أو وسائل الاتصال التليفوني ووسائل الانتقال والنقل وظروف المرتبات وكبر سن المرشدين ولذا يجب أن يتم مكافأة المجيدين منهم وإثابتهم حتي يكونوا قدوة للأخريين وشكرا واعتذر لأي قصور لان الكمال لله وحده وبالله التوفيق
عدد زيارات الموقع
31,742