حينما تم تنحية صفوت الشريف عن وزارة الاعلام منذ اكثر من أربع سنوات ثار جدل حقيقى حول ماهية وزارة الاعلام وجدوى وجودها من عدمه حيث انها الغيت بالفعل فى اكثر دول العالم ولم يعد هناك سوى دول قليلة تحتفظ بهذه الوزارة وتسخرها لخدمة انظمتها الديكتاتورية الفاسدة والترويج لها لدى شعوبهم, لذا كان من الطبيعى فى ظل النظام السابق ان تستمر وزارة الاعلام ويمد فى عمرها رغم انف الاصوات التى طالبت بإلغائها لذا استمرت هذه الوزارة الخبيثة تثير غيظ وحنق الجميع , ذهب صفوت واتى بدلا منه البلتاجى والفقى، تغيرت الأشخاص ولكن لم تتغير السياسة ولم يتبدل الهدف، وكذلك ايضا لم تخفت الاصوات العالية ولم تهدأ النفوس، بل أن الوضع تغير لحالة اشبه بلعبة الكراسى الموسيقية، وبفعل المد الثورى تم تنحية أخر وزراء الاعلام انس الفقى ليظل كرسى الوزارة شاغرا ومحاطة بالعديد من الاسئلة التى تنتظر جوابا, ولعل اهم هذه الاسئلة من هو الوزير القادم. تعددت الاقاويل وتناثرت الأسماء واصيب الجميع بحالة من التخبط وعدم القدرة على الرؤية بسبب ضبابية الوضع القائم. هناك من يجزم بإلغاء الوزارة, وهناك من يقسم على ان فلان او علان هو الوزير القادم، واكثر العقلاء اخذوا فى طرح اسماء بعينها لترشيحها لهذا المنصب فى حال اتفقت الاراء على الابقاء عليها بعد اعادة رسم سياساتها واهدافها لتكون فى خدمة الشعب وليست فى خدمة النظام. ووسط هذا الزخم من الاراء والصراع الفكرى تناسى البعض فئة هامة الا وهى العاملين بوزارة الاعلام والمعنيين الحقيقين بهذه التغيرات والتقلبات. فهم اول المتأثرين سلبا وايجابا بل ان البعض منهم يرى انها مسألة بقاء من عدمه . لذا ذهبت فيتو الى العاملين فى التليفزيون لاستطلاع أرائهم حاول اسماء المرشحين لقياده الاعلام فى الفتره المقبله والتى من ابرزها اللواء طارق المهدى والشاعر فاروق جويده والاعلامى فاروق شوشه والاعلامى حمدى قنديل واخرين . فى مشاعر متضاربة تحدثت صفيه على مدير عام البرامج التعليميه بقطاع المتخصصه فى غضب عن انها تم ترقيتها الى منصب مدير عام البرامج التعليميه ونظرا لعدم وجود وزير او رئيس اتحاد فلم يتم تثبتها بعد استيفائها كافة الاجراءت هى وباقى زملائها اما عن اسماء المرشحين فقد ابدت تخوفها من فكره عسكره الاعلام ورحبت بوجود ترشيح لاحد العاملين السابقين مثل فاروق شوشه او حمدى قنديل حيث ان عملهما السابق فى التليفزيون يعطيهما افضليه فى كيفيه اداره هذا المبنى لعلمهما بامور كثيره قد تاخذ وقت اطول ممن ياتى من خارج المبنى . كما تحدث الينا ايضا المخرج حسن عيسى " مخرج مسلسل لاحد ينام فى الاسكندريه" والذى يعمل بقطاع الانتاج وسألناه عن رأيه عما يمر به الاعلام فى الفتره الحاليه وكذلك اسماء المرشحين فبدأ حديثه بان العاملين فى التليفزيون فى حاله نشاط غيرعاديه وقاموا بالعديد من المظاهرات لتطهير الاعلام من فلول النظام البائد والذى تدنس على ايديهم مما ادى الى اجبار سامى الشريف على تقديم استقالته وهذه ايجابيه لم تكن موجوده من قبل والاكثر ان الجميع على قلب راجل واحد يرغب فى ان تعود الرياده مره اخرى للاعلام المصرى والمحاوله فى تغير الصوره السابقه اما عن المرشحين فهو يرغب ان تكون هناك انتخابات حره نزيهه فى اختيار قاده الاعلام سواء من العاملين فى المبنى او الاعلامين اصحاب الشخصيات العامه حتى تكون هناك فرصه للاختيار الحقيقى . أما عادل ثابت رئيس الاداره المركزيه للانتاج السنمائى والمرشح لعضويه مجلس اداره نقايه المهن السنمائيه المقبله فقد بدأ حديثه بان قطاع الانتاج كان من الكيانات التى كانت تغلى بسبب رئيسته السابقه والتى تم تنحيتها عن منصبها استجابة لضغوط العاملين الشديده وتم تعين رئيس قطاع اخر وهذا يدل ان الثوره اتت بثمارها وعن رأيه حول اسماء المرشحين فاستطرد قائلا بان الاعلام فى امس الحاجه الى شخصيه تكون مقبولة من الجميع سواء خارج المبنى او داخله وحتى لا ندخل فى مرحله شقاق غير مطلوبه حاليا . وان الشخص الوحيد الذى حاز هذا القبول هو اللواء طارق المهدى ولكن من الواضح ان المجلس العسكرى يرفض ان يتولى احد اعضائه اى مناصب فى الفتره الحاليه ويرغب فى تسليم الدوله بعد الانتخابات وذلك بالرغم من ثقه الشعب الكامله فيه الا انهم ينأون بانفسهم عن ذلك . ثم تحدث الينا اشرف غزالى مخرج بقناه الثقافيه فى قطاع المتخصصه وكان رائه بانه من يتوالى قياده الاعلام لابد ان يكون شخص من اصحاب الفكر مثل الشاعر فاروق جويده فهو لديه وعى ثقافى يحتاجه الاعلام فى الفتره المقبله حتى يخرج من ضيق البيروقراطية الى رحاب الابداع الفكرى الذى افتقده الاعلام كثيرا والذى ظل يعتمد على الاستنساخ دون اقل جهد يبذل فى الاجتهاد للتطوير او التحديث . وتحدثت الينا امال مراد نائب رئيس قطاع الانتاج عن الاعلام بشكل عام واسماء المرشحين فبدأت حديثها بأن الفتره التى نعيشها الان تدعو الى القلق الشديد لعدم وجود قدره حقيقيه على المنافسه نظرا للغزو الثقافى الكبير على مصر بشكل عام وليس هناك فكر او منهج علمى لمقاومه مثل هذا الغزو وان الامل الوحيد هو فى جوده ما يقدم على شاشه التليفزيون بحيث لا يكون للاستهلاك فقط او التغيب مثل ما كان يحدث فى السابق والذى ادى بنا الى عدم القدره على المنافسه الحقيقيه وهو ما ياخذنا مباشره لاسماء المرشحين لقياده الاعلام وهم اجمالا قامة كبيره فى الفكر و السياسه ولكن قد اعتذر بعضهم عن هذا المنصب نظرا لضبابيه الموقف وطالبوا بترشيح اللواء طارق المهدى لانه فى هذه الفترة هو الاقدر على توصيل صوته الى المجلس العسكرى وايضا لقبوله لدى العاملين فى التليفزيون ولكنى ارغب فى اضافه احد الاسماء للترشيح وهو المرازى والذى لديه من الخبره العلميه والعمليه التى تؤهله لمثل هذه المهمه وايضا عمله السابق فى شبكة اذاعة صوت العرب فهو ابن من ابناء التليفزيون ولديه خلفيه حقيقية عما يدور بداخله علاوة على ان يكون المرشح شخصيه حازمه قادرة على تلك النقلة الاعلامية كما طالبت الجميع على التحلى بالصبر تجاه ما يقدم عليه من قرارت يستطيع بها الرسو بسفينة الاعلام على بر الامان. وعلى خلاف ما سبق، تحدث المخرج السينمائى احمد شحاته وهو من خارج العاملين حتى تكتمل صورة باقى الاراء فقال أننى بصفة شخصية أرى أن كل هذا الجدل سوف يتغير ويؤول الى المجهول فى حال اتمام تعديلات الدستور واجراء انتخابات لا نعلم من سيأتى من خلالها هل هو التيار الدينى ام اليسار ام اليمين ولكل منهم بالطبع اتجهات سوف تؤثر على اختيار مسئول الاعلام الجديد. وهكذا اختلفت وتباينت الاراء حول شخصية الوزير المقترح او رئيس الاتحاد القادم للاعلام ولكل منهم وجهة نظره التى تمثل قطاع كبير من العاملين فى حقل الاعلام. ويظل الجميع فى حالة ترقب لما تأتى به مجريات الاحداث.
بقلم الكاتب ابو خضر الهوارى