<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->

صحيح العلم نور.. أيوه والله !

منذ أسبوع أو اثنين، وقناة ميلودي تنوه عن إذاعتها فيلم "الدادة دودي". وقد قررت وقتها أن أشاهد الفيلم، رغم أني لا أتابع الأفلام ولا أستمتع كثيراً برؤيتها والحمد لله (أيوه الحمد لله طبعا لما نشاهده في هذا الزمن من أفلام لا تستحق المشاهدة!) المهم.. مرت الأيام، وحان وقت إذاعة الفيلم. وكنت أنا في غرفتي مع رفيقي اللاب توب منهمكة في القيام بعمل ما، فجاءتني أمي تخبرني أن الفيلم بدأ. ترددت في الخروج، ولكني قررت المشاهدة.

ولعلكم تتساءلون الآن: لماذا عصرت علي نفسي "لمونة" و"جيت علي نفسي" وشاهدت الفيلم؟ ولعلكم تتساءلون أيضاً: ما علاقة الدادة دودي بأن العلم نور (وهي الجملة التي استهللت بها مقالي)؟

وهأنذا "جاية لكم في الكلام".

أنا قررت مشاهدة الفيلم لأنني متوقعة أن هذا الفيلم يحظي بنسبة مشاهدة عالية من الأطفال. وماذا يعنيني في ذلك؟ ما يعنيني هو أنني مدربة أطفال، ومؤلفة قصص وكتب أطفال. ولكي أتواصل معهم بنجاح، عليّ أن أعايش عالمهم وأتعرف علي ما يتعرضون له حتي يمكنني توجيههم. هذا إجابة علي السؤال الأول.

أما إجابة علي السؤال الثاني هو أنني كنت في صباح اليوم الذي شاهدت فيه الفيلم، كنت أقرأ في كتاب "تنمية عادة القراءة عند الأطفال" للكاتب يعقوب الشاروني. قراءتي للكتاب ساعدتني علي الانتباه إلي بعض الأخطاء التي يقع فيها مؤلفو القصص التي يتعرض لها الأطفال سواء من خلال الكتب أو الأفلام التليفزيونية والسينمائية.

وقد أخذت علي الفيلم بعض المآخذ، منها:

  • أبطال الفيلم من الأطفال يقومون بمقالب من أول الفيلم إلي آخره.
  • كيف يتعامل الأب (الذي هو لواء شرطة) مع كل هذه المقالب؟ إنه يتعامل مع بعضها بسذاجة.. ومع بعضها يكتفي بالصوت العالي.. ولكنه لا يؤدبهم من خلال تحميلهم مسئولية تصرفاتهم.
  • في أحد مشاهد الفيلم قيد الأطفال الدادة دودي بحبل، وأوقفوها هكذا وهم يأكلون، وأخذوا يلقون عليها فضلات الطعام. لقد استأت بشدة من هذا المشهد حقيقة لما فيه من إهانة لإنسان، وأكبر منهم سناً، وكذلك للطعام.
  • في بعض المشاهد، كانت الدادة تتحدث مع الأطفال بطريقة "العربجية" أو ما يشبه "الردح" (آل يعني العيال ناقصين يسمعوا الكلام ده في الأفلام كمان!)
  • هناك الكثير من المشاهد التي لا يصح أن يراها الكبار فضلاً عن أن يراها الأطفال!
  • آه وآه من هذا المشهد... أحد الأطفال خرب بعض أجهزة الحاسب الآلي بالمدرسة تكلفتها 5 آلاف جنيه، وطلب الناظر مقابلة الوالد. طبعا الولد خائف (آل يعني عامل حاسب لأبوه!).. المهم تقمصت الدادة دودي دودي دور الجدة، وتمكنت من أخذ هذا المبلغ من الأب (لا أدري كيف!) وذهبت مع الولد إلي الناظر، وأعطته المال، فأخبرها أن الأدب هو الأهم، وليس المال. فأخذته الجدة وقالت له: "يعني مش عاوز الفلوس؟" فأخذها منها بسرعة، وفي لمح البصر نسي الأدب الذي كان يتحدث منذ لحظات! ولا حول ولا قوة إلا بالله. وفجأة أخذت الجدة تغني وترقص (بشكل غير لائق صراحة) في المدرسة وفوق الأوتوبيس، وتجمع حولها تلاميذ المدرسة!
  • في حفل عيد ميلاد ابن جيران الأطفال، ظهرت مني زكي بشخصها الحقيقي في الفيلم. وفجأة تجمع كل الأطفال (الذين كان عددهم كبيراً) حولها، وفي لحظات انقلب الحفل إلي ضرب، وأشياء تُقذَف. ما سبب ظهور مني زكي؟ هل ليكتب علي الأفيش "ضيفة شرف: مني زكي"؟ أم أنه من باب اختلاق الأسباب التي تثير الشغب في الفيلم؟
  • عندما كان يتشاجر الأطفال مع زملائهم في المدرسة، كان كل طفل يجمع أنصاره، وفي لحظات تقوم معركة! ملحوظة: هذا يحدث في المدرسة.. ملحوظة ثانية: المدرسة بها مدرسون... ملحوظة ثالثة: المدرسون من واجبهم حفظ النظام!

هذا عينة مما يشاهده جيل المستقبل، ولا حول ولا قوة إلا بالله... هذه هي القيم التي تُنقَل إليهم: المقالب وسيلة لإثارة الضحك، والبطولة، ودليل علي الذكاء... التفكير غير المنطقي... صوت المال يعلو... خذ حقك بذراعك... هذا غير أنه يفتح عيونهم علي أشياء يستحي منها الكبار (ممن لايزال لديهم حياء!)

ورغم كل هذه المآخذ، فإن الفيلم يتميز بشيئين يحبهما الأطفال، وهما: المرح والفكاهة، والمغامرة. وهذه المعلومة اكتسبتها أيضاً من الكتاب.

أقل لكم أن العلم نور؟ وهذه هي العلاقة بين مقولة "العلم نور" والدادة دودي.. وهذا هو الإبداع: أن تربط بين أشياء لا علاقة لها ببعض :)

المصدر: كتاب "تنمية عادة القراءة عند الأطفال" ليعقوب الشاروني- المقال من إعداد هدي الرافعي
  • Currently 126/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
41 تصويتات / 666 مشاهدة

ساحة النقاش

mansi2010

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جزاكى الله خيرا ان شاء الله على الموضوع الجميل

Ruka
<p>جميل جدا يا هدى بس اقولك كمان هى دفعت الفلوس منين ....&nbsp; اصلا من بداية الفيلم وهى كانت( &nbsp;سارقه الفلوس دى هى وزميل ليها بس الزميل اتحبس وهى اخدت الفلوس وهربت بيهم ) آل يعنى كمان الفيلم كان &nbsp;ناقص سرقة&nbsp;</p>
Ruka فى 29 أكتوبر 2010 شارك بالرد 0 ردود
abnaona
<p>كمان سارقة الفلوس؟! يعني كمان بيعلموا العيال إن الفلوس الحرام دي ممكن يتعمل بيها حاجة "خير" وبيخلوهم يتعاطفوا مع واحدة حرامية ويحبوها.. والله اللي احنا بنشوفه ف المدارس وفي الشارع وحوالينا ف كل مكان التليفزيون سبب رئيسي فيه، والناس دي ربنا هيسألهم ع اللي هم بيعملوه ده.. حسبنا الله ونعم الوكيل!</p>
naser156
<p>نقدك علمى وكلامك صح وطريقك نافع فى الدنيا والاخرة احسنتى نعمه المربيه ونعمه المبدعه واعيه حسساسه اديبه&nbsp; انعم الله عليكى&nbsp; واحسن جزائك شكرا لكى خالص تحياتى</p>

عدد زيارات الموقع

10,027