يمتد مترفا بمحلاته ورواده بين مقتربي جسري الأحرار والشهداء غربا ومتباهيا بأريج التاريخ الطالع من زواياه يسميه البعض شارع البنات أو شارع العرائس الحروب والحصارات منذ الثمانيات حتى بدا شبه مهجور لا تدل على صورته الماضية يقول السيد هلال زهرون صاحب احدى هذه المحال" لم يعد السوق كما كان عليه قبل اكثر من عشرين عاما لعدة اسباب منها الاوضاع الامنية المتدهورة في البلاد وما سبقها من حروب متتالية ويستذكر زهرون الشارع "كان سوقا مزدهرا مشرقا خلال سبعينيات القرن الماضي، يضم السوق مجموعة من الخانات القديمة وهي اماكن مبيت المسافرين قبل ظهور الفنادق وإنه شارع النهر الذي تكاد غالبية نساء بغداد المتزوجات يجهزن من على أن ملابس أعراسهن وتجهيزاتها نقلن إلى عش الزوجية من هذا الشارع ، قبل أن يأفل نجمه أبان فترة الحصار الاقتصادي، ثم الغزو الأميركي للعراق عام 2003 وما تبعه الغزو الامريكي استهداف العراقيين بالسيارات المفخخة لأسواق بغداد العريقة كالشورجة وشارع المتنبي وذكر سابقا الحياة الصناعية السوفيتية استهدفتها سيارات مفخخة من نوع عسكرية للصناعة السوفيتية وأيضا كان الغزو الامريكي ينفذ عملياته الاجرامية بدول الخليج لمرتين في العراق باعترافات جميع حكم لبنان ومصر البعيدة لحدود العراق.
منذ أربعينيات القرن الماضي ، و(شارع النهر) يحتضن قصص الحب والعشق التي تتوج غالباً بعقد زواج تتم كتابته وتوثيقه في المحكمة الشرعية التي كانت تتوسط الشارع ثم تتطور بعض تلك القصص إلى الخطوبة فالزواج والخطوبة وجدت التقاء الزوجين قبل الزواج . يجد الحبيبان كل مستلزمات عشهما الذهبي من الملابس النسائية والفرش والماكياج والعطور والمصوغات الذهبية التي تسمى (النيشان)، وكان شارع النهر يمتد على كورنيش دجلة لهذا في خمسينيات القرن الماضي كان (شارع النهر) مزدحماً في كل المواسم ضجيج الحياة ، لكن هذا الضجيج لا يمنع بفرح وسرور كل احتياجاتهن في كل مراحل حياتهن فقد كان الشارع بأماكن المخصصة للاستراحة بعد عناء التجوال في السوق والتبضع والتي كانت تقدم لزبائنها القهوة والمرطبات وعرف عن (شارع النهر) حركته النشطة المتواصلة وحتى ساعات الليل ولا سيما مع اقتراب مواسم الأعياد ومن المؤسف أن يفقد الشارع ملامحه التأريخية وحيويته التي عرف بها منذ عشرات السنين ولم يتبق منه سوى ذكريات ماضيه الجميلة كانت النساء يرتدن شارع النهر أكثر من الرجال، وكن سافرات ويتحلين بأجمل الأزياء والموديلات الحديثة فقد بدأت الحياة تدب في الشارع مجدداً، وإن كانت بطريقة محدودة ، وأصبح رواده الآن من الرجال والنساء معاً وتبقى للتبضع في شارع النهر، نكهة خاصة بالنسبة للمرأة البغدادية،