ملخص الدراسة
إن المفهوم والأتجاه الذى حاول الباحثين في الأدب الإداري التركيز عليه في التطوير التنظيمي من خلال النظريات والأبحاث والتي تناولتها هده الدراسة يؤكدون بأن التخطيط والتنظيم لايمكن أن يتم في بيئة تنظيمية تحكمها أعراف سلوكية غير صحيحة لإن ذلك قد يكون شبيها بوضع بذور في تربة غير صالحة ويضيفون بأن أول خطوة يجب اتخاذها لتحقيق التفوق التنظيمي هي تنظيف وترميم البيئة السلوكية للأفراد ومحاولة تغييرها لأنماط سلوكية فعالة, تم بعد ذلك التركيز علي فرق العمل ومحاولة مساعدتها لتغيير أعرافها وتقاليدها وأستبدالها بمعايير قوية للتفوق ثم معالجة الخلافات بين الإدارات ذات العلاقة في التنظيم ووضع إطار واضح ومتفق عليه يحكم العلاقة بين تلك الإدارات . وبالتالي تكون البيئة التنظيمية قد تم إعدادها لتقبل دور التخطيط العملي الفعال .
وترتيبا علي ما سبق بيانه يمكن القول بأن البيئة التنظيمية هي "الرحم " الذي تتكون بداخلها ثقافة المنظمة ويكون تأثيرها مباشرا إما سلبا أو إيجابا علي اعتبار إن الثقافة التنظيمية عنصر أساسي في النظام العام للمنظمات والدي ينبغي علي قادة المنظمات ومدرائها إن يفهموا أبعادها وعناصرها لكونها الوسط البيئي الذي تعيش فيه المنظمات والدي يؤثر علي نوع السلوك الذي تتفاعل به مع غيرها أو مع عامليها .
ومن هنا جاءت عناية المنظمات بالثقافة التنظيمية بما تتضمنه من قيم وأخلاقيات واتجاهات وعادات وأفكار وسياسات توجه سلوك الأفراد في المنظمات الإدارية التي يعملون بها وتؤثر في فعاليتها وكفاءتها الإنتاجية ودلك لما تؤديه الثقافة التنظيمية من دور مهم في تشكيل عادات الفرد وقيمة اتجاهاته وطرق تعامله مع الأشخاص والأشياء من حوله . وتؤدي الثقافة التنظيمية عدة وظائف للمنظمات الإدارية تؤثر مخرجاتها أما سلبا أو إيجابا علي شعور العاملين والقادة الإداريين بالرضا والتضامن والتعاون والانتماء الأمر الذي يمكنهم من استشعار أي مخاطر أو أزمات قد تحيط بالمنظمة .
وقد بنيت فروض هذه الدراسة على تحديد الثقافة التنظيمية السائدة فى الشركات المبحوثة وتأثيرها على درجة الوعي بمخاطر الأزمات . وكذلك تحديد العلاقة بين الخصائص الديموغرافية متمثلة في ( العمر , مدة الخدمة , المستوى التعليمي , المستوى الوظيفي ) ودرجة الوعي بمخاطر الأزمات .