الشاب المسلم

كل ما يهم الشباب المسلم

 

قدرتك الخفية على الانفصال عن الذات

مستوى وجودك هو الذي يحدد موقفك في أي لحظة معينة لأن ما تشعر به دائمًا هو ذاتك. اسمح لي أن أكرر هذا. وأيًّا كان ما يحدث، فإن ما تشعر به هو ذاتك، وليس الموقف الذي أنت فيه.

إليك المزيد من الأمثلة التي تساعدك على إدراك هذه الفكرة المهمة.

كل منا شعر بـ:

1.    الوحدة وسط الزحام.

2.    الغربة وسط تجمع أسري.

3.    الخوف ونحن بين أحضان من نحب.

4.    الاكتئاب في حفل.

5.    الزحام رغم كوننا بمفردنا.

عندما تسمع شخصًا ما يقول: "إنني أشعر بالإرهاق والسأم من هذا الأمر"، فعن حقيقة ما يقوله دون أن يدركه هو انه مرهق ومتعب بسبب المعاناة من قصور فهمه. هذا كله يتضح بمجرد أن نفهم أن تعاستنا لا تحدث لنا وإنما تنبع منا. فمثلاً، نفاد صبرنا من مستوى فهمنا هو مستوى الفهم نفسه الذي نفد صبرنا منه. فهم هذا المبدأ الروحي يتيح لنا فصل أنفسنا عن نفاد صبرنا. وتصبح الحياة أفضل على الفور. يزول الإحباط، ويزدهر التعلم بدلاً منه. وكلما نمونا داخليًا، سارت حياتنا بمزيد من السهولة.

هذه الفكرة الجديدة والسامية التي نفصل فيها أنفسنا عن أي شيء نتوهم أنه يعوقنا، تقودنا إلى التحرير الحقيقي للذات لأننا لن نقع في الأسر بفعل أي شيء يخرج عن نطاق قلة فهمنا. هذا هو سبب أنه حتى محاولة فصل أنفسنا عن مستوى حياتنا الحالي تنتمي بالفعل إلى مستوى أعلى من الفهم.

هذا الإجراء الجديد والذكي الذي نطلق عليه "فصل الذات"، يعمل لصالحك من خلال الكسر التدريجي لدائرة الذات المؤلمة التي تتكون بشكل متكرر بطلبك الحل من المشكلة. وتبدأ العوائق في الانهيار والاختفاء، لأنك توقفت عن صنعها. وبتعبير أدق، فإنك تتحرر من طريقتك الشخصية! تدرب على فصل الذات هذا بأقصى ما تستطيع. وكلما اجتهدت أكثر في هذا النوع الخاص من التحرر، سارت أيامك بمزيد من الحرية، وأصبحت حياتك أكثر سموًا.

المثابرة هي كل شيء في عملك الشخصي. ينبغي أن تثابر حتى وإن كان ذلك قاصرًا على مثابرتك على رغبتك في المثابرة. ينبغي أن تثابر بالرغم من جميع القوى التي تقف على ما يبدو ضد رغبتك في بلوغ ذات جديدة. صدقني، ليس هناك عقبات فعلية تحول بينك وبين الوصول إلى عالم جديد. تذكر هذا. في أي نمو داخلي حقيقي، أصعب مرحلة دائمًا تكون متمثلة في المرحلة التي لم تقم بها من قبل. وكلما زادت قدرتك على التغلب على الشك، زادت إمكانية أن تتجاوز ذاتك، لأن الخوف والشك يشكلان الأطر الخارجية لجميع العوائق المقيدة للذات. المخاطرة لا يكون لها اعتبارًا إلا في الرؤية الذاتية القاصرة التي ترى الحياة على أنها سيناريو مكسب/خسارة.

عندما يصبح اكتشاف الذات أكثر أهمية من المكسب، فإن كل موقف في الحياة يتيح لك فرصة للفوز بطريقة جديدة. في كل مرة تخطو خطوة تتجاوز من خلالها ذاتك، تخطى بمزيد من الحرية... تلك الحرية التي تستطيع من خلالها أن تخطو خطوة أخرى، ثم أخرى نحو عالم جديد عظيم يتحول فيه الخوف إلى جرأة وشجاعة عن طريق المثابرة، لأنك فصلت ذاتك عن ذاتك.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 216 مشاهدة
نشرت فى 21 سبتمبر 2015 بواسطة abdou100

ساحة النقاش

عبد القادر

abdou100
عبد القادر شاب عربي مسلم عمره 32 سنة من جنسية تونسية مهنته تقني سامي في الهندسة الالكترونية اختصاص برمجة اعلامية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

381,703