مقالات اليوم
الكذب والفجور بين الرئاسة والنور


محمد موافي
19
فبراير
2013
03:26 PM



موهوم مَن يظن الدول تبنيها القوة وحدها,-على افتراض أن القوة موجودة أصلا-الدول تبنيها الأخلاق.. عمنا شوقي قال:إنما الأمم الأخلاق ما بقيت/ فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا..فما بالك بالكذب؟.. مع أن "المؤمن لا يكذب"..وصبرك عليّ يا عم الحاج, فأحدهما كذاب,إما مستشار الرئيس لشئون البيئة ومعه نادر بكار,أو مستشار الرئيس للشئون القانونية, وآخرون دخلوا على الخط..

دعك من مشكلة إقالة علم الدين, وقِفْ عند مشهد المؤتمر الصحفي, فنادر بكار قال إن فؤاد جاد الله مستشار الرئيس للشئون القانونية, اتصل به, وأبلغه عزم الرئاسة على الاعتذار للقيادي بحزب النور علم الدين.. وبعد دقيقة, قال المستشار فؤاد جاد الله للجزيرة مباشر: إنه لم يتصل وأن الرئاسة لن تعتذر.. فالأكيد أن أحدهما كاذب..

وقف عند الإعلام المتربص بالإخوان والسلفيين, ستجد أنه لا يبلغ الأعداء من جاهلٍ/ ما يبلغ الجاهل من نفسه..فكل منصات صواريخ الإعلام, لم تُصب الفريقين, كما فعل الفريقان أو فريق منهما بالاثنين..

الحقيقة لا يمكن لمثلي أن يدعيها, لكن ما أستطيع قراءته سريعًا, أنه لو افترضنا جدلاً, أن الرجل استغل منصبه كما قيل, فهل الأمور على مستوى الرئاسة تتم بهذا الشكل وبتلك العجلة المريبة.. الطبيعي وفي ظل الشفافية, أن يتم إبعاده.. وبعدها يُعلن السبب ويُحاسب حساب الملكين, ويُعاقب لو ثبتت إدانته.. أما ما جرى, فهو يعني أن هناك مستشارًا داخل مؤسسة الرئاسة يعيش دور الدب, الذي يريد أن يقتل صاحبه, والأكيد أنه نفس المستشار الذي ورط مرسي في أزمة إعادة مجلس الشعب المنحل.. ثم عُدنا (كما كنت).. ثم ورط مرسي في طباخة طبق تسفير عبد المجيد محمود للفاتيكان ثم :(كما كنت)..

نعود لو اتسع كرم أخلاقكم للأخلاق, وهي عكس النفاق, والنفاق له آيات أربع, منها "إذا خاصم فجر".. والفُجر عند الخصومة متوقع في هذه الأزمة, ولعله بدأ منذ اللحظة الأولى, وسيزيد.. والسبب معروف.. وهو أن كثيرًا ..كثيرًا جدًا من قيادات الفريقين, لم يبلغوا من التجرد لله درجة, تساعدهم يوم الوقوف عرايا وهم يُسألون عن الأمانة..

أيها الكذاب - أيا من كنت - لقد جئت شيئًا إدا.. وأيها الناس يقول طلق بن حبيب:"إذا قامت فتنة, فأطفئوها بالتقوى" فهل ترى متقيًا لله, أم أن كلها سياسة..؟...إنا لله وإنا إليه راجعون.

twitter.com/mmowafi