الرئيسية مقالات اليوم


Share on print حسام فتحى 06 أغسطس 2012 06:14 PM

 

«لن أخون الله فيكم».. عبارة مؤثرة، موجزة، بدأ بها الرئيس المنتخب محمد مرسى إحدى خطبه، وجعلتنى أتفكر كثيرًا فيما سيفعله محترفو «إفساد» الرؤساء مع مثل هذا الرجل.

بطانات السوء على مر التاريخ، هم السبب الرئيسى وراء التحولات الجوهرية - السلبية طبعًا - التى قرأنا عنها، وخبرناها فى حكامنا.

المثل الأول كان «هامان» وزير فرعون فى مصر، والذى ذكره القرآن الكريم 6 مرات، وشرح لنا كيف أفسد فرعونًا وساهم فى تجميل الكفر والطغيان له، وساعده على تصديق أنه وصل مرحلة الألوهية والعياذ بالله.

وكما فعل «هامان».. سار الكثيرون على دربه، وحذو حذوه، وكم اختلفت أنواعهم وإن اتحدت أهدافهم ومطالبهم، فمنهم الصديق المقرب، والوزير الناصح بغير أمانة، والزوج غير الصالح، والابن الفاسد، والأخ اللص، وأهل الزوجة الطامعون، والإعلاميون الفاسدون المفسدون، وأهل القلم الذين لا يقرأون: «نون والقلم وما يسطرون»، والذى جعل بعضهم من يوم مولد الرئيس عيدًا وطنيًا تسال فيه أنهار النفاق على صفحات الصحف وتهرق فيه البرامج على شاشة التليفزيون.

يقول النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم: «ما من والٍ إلا وله بطانتان، بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالاً، فمن وُقى شرها فقد وُقى، وهو من التى تغلب عليه منهما».

وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: «من ولى من أمر المسلمين شيئًا، فولى رجلاً لمودة أو قرابة بينهما فقد خان الله ورسوله».

وقال عمر بن عبد العزيز لمجالسه وصديقه عمرو بن مهاجر: يا عمرو إذا رأيتنى قد ملت عن الحق فضع يدك فى تلابيبى، ثم هزنى، ثم قل لى ماذا تصنع؟

والرجل نفسه عمر بن عبد العزيز عندما تولى إمارة المسلمين، جمع الناس وقال لهم: انظروا رجلين من أفضل ما تجدون وآتونى بهما، فلما جاءا، وكان فى مجلس الحكم، وضع لهما وسادتين وأجلسهما وقال لهما: «هذا مجلس شر وفتنة، فلا يكن لكما عمل إلا النظر إلى، فإذا رأيتما منى شيئًا لا يوافق الحق فخوفانى، وذكرانى بالله عز وجل».

وبعيدًا عن مصر نذكر جميعًا مقولة الرئيس البوسنى على عزت بيجوفيتش، عندما وصل متأخرًا إلى صلاة الجمعة فأفسح له المصلون حتى وصل الصف الأول، ليلتفت لهم غاضبًا بمقولته الشهيرة: «هكذا تصنعون طواغيتكم».

ونحن فى مصر المحروسة اجتمعت لدينا جميع أنواع بطانات السوء، القادرة على إفساد أكثر البشر طهارة وعفة، ولدينا فى صناعة السوء هذه باع طويل، لا يجارينا فيه أحد، ولو حاولت وحاولتم معى شحذ ذاكرتنا لرصد ما فعلته «بطانات» السوء بحكامنا لما كفتنا الكتب المجلدة، فذاك «الزعيم» الذى أوغروا صدره على «الإخوان» فنكل بهم وشردهم فى الأرض، وهذا الرئيس المؤمن الذى امتلأت سجون أمن دولته بأصحاب اللحى والمعارضين من كل حدب، وأنهى حياته بأن جمع كل أطياف المعارضة الدينية والفكرية والسياسية حتى قيل إنه اعتقل مصر كلها فى ليلة واحدة، فلم يمر شهر حتى اغتيل.

وآخرهم - وأدعو الله أن يكون آخرهم - الذى بدأ فترة رئاسته بمقولة «الكفن مالوش جيوب»، ثم تحول وتغير وتبدل وتحلقت حوله طبقات تدافعها طبقات من بطانات السوء، حتى استحالت الفترة الأخيرة كلها من حكمه الطويل إلى سوء فوق سوء، وبيعت مصر بثمن بخس للأقرباء والأصدقاء وزملاء الدفعة، والزوجة وأقرباء الزوجة، والأبناء وأصدقاء الأبناء، وعم الفساد حتى انفجر الناس.

ولعب «شيوخ» السلطان من رجال الدين دورًا كبيرًا فى تزيين الباطل، وإبطال الحق فى عيون الرئيس، وكان لفتاواهم السياسية أكبر الأثر فى إظهار الباطل على الحق.

وندعو الله أن يبعد بطانة السوء وشيوخ السلطان عن رئيس مصر الحالى، وكل رؤسائها القادمين بإذن الله.. يقول الله عز جل: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتّم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون}. (سورة آل عمران، الآية 118).

وحفظ الله مصر ورئيسها وشعبها من كل سوء.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 101 مشاهدة
نشرت فى 6 أغسطس 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

319,159