authentication required

الرئيسية مقالات اليوم


1 Share on print عبدالعزيز محمد قاسم 31 يوليو 2012 05:44 PM

 

كتبت فى موقعى فى (تويتر): إن الحاجز القيمى بالنسبة لتمثيل الصحابة الكبار قد كُسر عندنا فى المشهد المحلى، فبعد كل ذلك الضجيج والدعاية المجانية التى حصلت عليها الـ(mbc) لمسلسلها الذى أنتجته عن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه؛ بتنا أمام واقع يقول إننا مقبلون فى الأعوام القادمة على هجمة كبيرة من الأقنية الفضائية - التى يهمّها الربح المادى بالدرجة الأولى - بإعادة صياغة تاريخنا، والإفادة من كاريزما أولئك العظام فى نفوسنا كمسلمين؛ لإنتاج أفلام ومسلسلات تحظى بالإقبال الجماهيرى بغرض التكسب.

فرغم آلاف الاحتجاجات التى انطلقت لإيقاف مسلسل (عمر)، ورغم عشرات الفتاوى التى قامت تجرّم الفعل، وتحرّم المشاهدة ابتداء من الدعاة، وانتهاء بأئمة المساجد، بل والتهديد بمقاطعة الشركات المعلنة، والتواصى بشطب القناة، للدرجة التى ذهب البعض للاحتجاج فى مبنى الـ(mbc)؛ إلا أن المسلسل استمر فى العرض، ولم ترضخ أبدا المجموعة لكل تلك المعارضة والفتاوى، مما يعنى أننا مقبلون على مرحلة جديدة، لم يعد رفع العقائر فيها بالتحريم مجدياً، فإما أن تزاحم فى هذا الميدان، وتقدّم بضاعتك بكل مهنية واحترافية، وإلا فسيسبقك الآخرون، ويشوّهون تاريخك.

 والآخرون هؤلاء؛ إما دولة ذات إمكانات عالية، ومتقدمة فى عالم الدراما كإيران الصفوية، التى لها رؤية مغايرة وشائهة تجاه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو تجار يملكون الميزانيات الضخمة، ولا يهمّهم سوى المتاجرة بأولئك الرموز، والكسب المادى بالدرجة الأولى، ودونكم ما علق به د. فهد العرابى الحارثى فى (تويتر) على مسلسل (عمر) بأنه: "إنتاج ضخم، تصوير وإضاءة وصوت من الطراز الأول، لكن ليس فيه حتى الآن ما يلفت فهو يذكرنا بما تعلمناه على مقاعد الدراسة".

لكل تلك المعطيات، أجبت أحد الذين سألونى عن رأيى؛ بأن المزاحمة - من قبل أصحاب الحسّ الرسالى - والنزول لهذا الميدان؛ هو الحلّ. 

وسألت بحرقة عن رجال أعمالنا ممن يحملون الهمّ القيمى عن مثل هذه الميادين، وتوجّهت لسادتى علماء الشرع ممن يحظون بالقبول، بالدعوة لتوجيه رجال الأعمال هؤلاء، فى الاستثمار بميدان الدراما، وهو استثمار رابح إن أقيم على أسس مهنية صحيحة، وتصدى له محترفون.

فوجئت بعد نشرى لتلك التغريدة باتصال كريم من العمّ عبدالرحمن الزامل عضو مجلس الشورى السابق ورجل الأعمال المعروف، وقال إنه تابع تغريدتى، وأخبرنى بأنه وثلة من رجال أعمالنا قاموا بإنتاج فيلم بعنوان (رحلة إلى مكة) وتبلغ مدته 45 دقيقة، ويصوّر رحلة ابن بطوطة المثيرة التى نقلته من مدينة (طنجة) المغربية إلى (مكة المكرمة) لأداء فريضة الحج ما بين 1325م إلى 1426م، وأنهم حاولوا التعريف بركن الإسلام الخامس عن طريق قصة ابن بطوطة، وأكرمنى ببعث القرص (DVD) الذى يحوى الفيلم، وشاهدته ظناً منى أنه من تلك الأفلام الوثائقية التى تتضمن دعايات مكرورة، بيد أنى شدهت ولم أستطع سوى أن أكمله لآخره، فالفيلم من النوع الاحترافى الذى يشدّك للآخر، ولا غرو لأن مخرج الفيلم هو جاك نيبور مخرج فيلم (غاندى) ومجموعة أفلام، حصل خلال مشواره الفنى على 35 جائزة أوسكار، فضلاً عن المنتجين والخبراء الذين ساعدوه فى الفيلم، كلهم من أساطين (هوليود).

فيلم (رحلة إلى مكة) نموذج حقيقى لما نصبو إليه، وما نصبو إليه بالتأكيد أكثر، فقد كلف رجال الأعمال السعوديين هؤلاء قرابة 60 مليون ريال، وتصدى له محترفون من (هوليود)، والأهم ربما بالنسبة لكثير من الشرعيين الذين يقفون من مثل هذه الدراما؛ أن المرأة ليست حاضرة أبداً، مما يعنى أن نجاح أمثال هذه البرامج لا يعتمد على وجود المرأة بما يروّج به متخصصو الأفلام.

لزاماً علىّ توجيه تحية حارّة للأستاذ الكبير عبدالرحمن الزامل على هذه الهمة، وإبراز قيم ديننا بهذه الطريقة المميّزة، ومن المهمّ نزول رجال الأعمال إلى هذا الميدان والاستثمار فيه، وثمة وسائل عديدة نستطيع فيها تجنّب بعض المحاذير الشرعية التى وقع فيها الآخرون، والأهم ألا يتصدى صغار المستثمرين والهواة لمثل هذه الدراما التى فيها تجسيد للصحابة رضوان الله عليهم، فمجالات عديدة وكثيرة يمكن لهم أن يتناولوها، وليتركوا رموزنا العظيمة أن يقوم بها مستثمرون كبار، يرصدون الميزانيات الضخمة لإنتاجها بما فعل أحبتنا هؤلاء.

يشتكى كثير من الشرعيين من قضية إشكالية الممثل الذى سيجسّد شخصية الصحابى، وترميزه لاحقاً فى ذهنية المتلقى، وهناك مَخرج جيد لمثل هذه الإشكالية بالتوجه لإنتاج أفلام كارتون احترافية عن صحابتنا، وهذا النوع من الأفلام يلقى رواجاً كبيراً، ويحقق أكبر المشاهدات فى شباك التذاكر فى دور السينما العالمية، ولعلكم تذكرون فيلم (الملك الأسد) وكيف راج بشكل كبير، وحقق مبيعات هائلة، وإلى الآن لا تزال هذه النوعية من الأفلام تحقق تأثيراً كبيراً، وإقبالاً عريضاً من المتلقين، وبالمناسبة، تكلفته عالية جداً، ولكن تأثيره قوى وأكيد، ومردوده مضمون إن استقطب المحترفين والممثلين الكبار.

أختم المقالة بتوجيه شكر لرجل الأعمال عبدالرحمن الزامل، الذى كان حفياً وسعيداً بما أنجزه مع رفاقه، وبردود الأفعال التى أتته حيال الفيلم، وما كتبته الصحافة الأمريكية عنه، ويطمع الزامل الآن فى تطوير الفيلم لأكثر من ساعة كاملة؛ كى يستطيع عرضه فى دور السينما العالمية، لأن الفيلم باللغتين العربية والإنجليزية.

يا سادة، نحن فى مرحلة ما بعد مسلسل (عمر)، فهلمّوا للمزاحمة، ولا تكرّروا خطأ تأخرنا فى الفضائيات الإسلامية.

 

كاتب وإعلامى سعودى

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 87 مشاهدة
نشرت فى 1 أغسطس 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

304,243