الرئيسية مقالات اليوم


1 Share on print محمد موافى 31 يوليو 2012 05:45 PM

 

رمضان شهر الاطلاع, به ابتدأ أمر القراءة لهذه الأمة, وكما فضلوا الأدب على العلم, فأيضًا فضلوا فعل "قرأ", على فعل"كتب", وفى التاريخ العربى أدباء وعلماء ومفكرون وشعراء, والقليلون جدًا هم من جمعوا بين كل تلك المواهب, فتجد مثلا ابن القيم عالمًا كما تجده أديبا, وتجد الشافعى بحرًا من الفقه والفتوى, وتفاجأ بأن بحور الشعر تجرى من تحته, ومن بين هؤلاء ابن حزم, وأحد من العقول العربية الفياضة, عذوبة فى غزارة, وبهاء فى تدفق, وسعة فى اطلاع, وقوة حجة ومتانة منطق. 

  ابن حزم الأندلسى هو مذهب وحده وفريدٌ فى عصره وما بعد عصره, وقف عند الظاهر من القول, فاستخرج به الباطن من المعانى والدلائل والإشارات.

كاد يكون مؤلفًا فى كل شىء, كتب فى الحب والعشق وتفاصيل الهوى والغرام وذهب فيه إلى منابع أنهاره, وكتب فى الفقه فكان محلاه أو كتابه المحلى حلية فى عقد الفقه الإسلامي, وكتب فى أصول الفقه, فجاء بقواعد وأثبت قواعد ونسف قواعد من قواعدها, وتعرض لفتاوى رواد المدارس الأربعة فى زمانه.. يوم كان لا يجرؤ أحد على مسها، فضلا عن نقدها, وشغل الناس حينما اشتغل بعقائد الناس ومذاهبهم وفلسفاتهم, فكتب الفصل فى الملل والأهواء والنحل, لو قرأه أحد نجوم ضيوف التوك شوز لصار الضيف المطلوب الأول باقتدار, لمجرد اتباعه لأسلوب ابن حزم فى نقض المناطق وتقويض الفلسفات, وتسويق الحجج سيوفا فوق رقاب مخالفيه أو مناظريه.

ابن حزم حكاية ومشوار عقل, ورحلة بحث, ملأ محبرته بماء الذهب, وهذه قطوف من فيض عقله.. أهديها إليكم, ومن كان منكم محبًا مثلى فليبعث إلى بالمزيد.

 وخذ مثلا القول المشهور الذى ظنه الكثيرون حديثًا شريفًا وهو من كلام ابن حزم:"التكبر على المتكبر صدقة".

يقول ابن حزم: "لا تنصح على شرط القبول, ولا تشفع على شرط الإجابة, ولا تهب على شرط الإثابة, لكن على سبيل استعمال الفضل, وتأدية ما عليك من النصيحة والشفاعة وبذل المعروف". 

  ومن أعظم كتب العربية وأصغرها حجمًا كتابه الرائع الأخلاق والسير, أنصحك بقراءته بهدوء, بهدف الشفاء النفسى وخفض ضغط الدم, يقول فيه: "احرص على أن توصف بسلامة الجانب. وتحفظ من أن توصف بالدهاء, فيكثر المتحفظون منك, حتى ربما أضر ذلك بك وربما قتلك..... وَطِنْ نفسك على ما تكره يقل همُك إذا أتاك، ويعظم سرورك ويتضاعف, إذا أتاك ما تحب مما لم تكن قدرته..... إذا نام الإنسان خرج عن الدنيا، ونسى كل سرور وكل حزن؛ فلو رتب نفسه فى يقظته على ذلك - أيضاً - لسعد السعادة التامة".

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 157 مشاهدة
نشرت فى 1 أغسطس 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

313,785