الرئيسية مقالات اليوم


Share on print أحمد شاهين 29 يوليو 2012 06:14 PM

 

ربما تكون المهمة غير المنظورة.. والأصعب أيضًا.. للرئيس مرسى هى مداواة الجراح، التى علقت بالقلوب وتطهير النفوس والعقول!. وقد يقول البعض إن هذه المسألة خارج نطاق مسئوليات واختصاصات رئيس الجمهورية.. فالرجل ليس طبيبا نفسيًا أو عالمًا اجتماعيًا كى يفعل هذا! 

ولكننى أرى أن مرسى الإنسان.. ومرسى العالم.. ومرسى الداعية.. يشعر بخطورة هذه المسألة.. ويدرك أنها ربما لا تقل أهمية عن مهامه الأخرى.. ويكفى أن الرجل استطاع خلال الساعات الأولى فى الرئاسة أن يحظى بمحبة الحرس والموظفين المحيطين به.. ويكفى أنهم تحولوا إلى الاقتداء بالإنسان الورع الذى يعرف ربه ويخشاه.. أو يجتهد فى ذلك على أقل تقدير.

مرسى الذى فتح أبواب القصر الجمهورى على مصراعيه لكل أبناء الشعب دون استثناء.. وأعاد تفعيل ديوان المظالم بآليات وتوجيهات جادة حتى أن هذا الجهاز تلقى عشرات الآلاف من الشكاوى.. من كل حدب وصوب.. وكلها تعبر عن الظلم والكبت والقهر والفساد الذى كانت تعيشه مصر.. وما زالت فلول(الملعون) تمارس بعضه.

 والحقيقة أن الرئيس مرسى لا يملك وحده القدرة على علاج هذه المشاكل النفسية والذهنية العميقة.. فهناك مؤسسات أخرى يجب أن تشارك فى هذا المشروع الحيوى (تطهير النفوس والعقول)..  وفى مقدمتها الإعلام الذى فسد وأفسد حتى النخاع..  وكى يتحول الإعلام إلى أداة للبناء..  يجب أن يتم إصلاحه أولا..  وهذه مهمة صعبة وطويلة الأمد..  ولكنها ليست مستحيلة.. 

كما أن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف والكنيسة المصرية لهم دور مهم فى هذا الإطار.. فالأزهر يجب أن يضطلع بدوره المعهود فى توحيد الصفوف وتصفية النفوس..  وكذلك الحال مع وزارة الأوقاف التى تشرف على عشرات الآلاف من المساجد والزوايا والأئمة الذين يستطيعون القيام بدور إيجابى لإيضاح حقيقة الدعوة إلى الله.. وأن النفس مهما انحرفت.. والعقول مهما فسدت يمكن إصلاحها واستعادتها إلى دائرة الإيمان.. فبدلا من تفرغ الأوقاف لملاحقة الشباب المسلم وإغلاق المساجد بعد الصلوات.. ووضع القيود على الأئمة والدعاة وتحديد محاور الخطب.. بدلا من ذلك يجب أن تطلق العنان لهؤلاء الدعاة لإصلاح قلوب وعقول أبنائنا وبناتنا، وأن تنظم لهم الأنشطة التى تعيد الحياة والحيوية إلى المجتمع.. هذا هو المدخل الحقيقى للإصلاح.

 وكما ذكرت فإن الكنائس المصرية لها دور حيوى فى إصلاح الشروخ، التى نشأت نتيجة التحولات السياسية والمعارك الانتخابية.. حتى بلغت ذروتها بتأييد الهارب شفيق.. ويجب أن نعترف بأن هناك شروخاً قد حدثت نتيجة استغلال بعض الأخوة الأقباط خلال الانتخابات.. وقد بلغ الاستقطاب مداه الحاد فى جولة الإعادة.. لذا أحسن مرسى صنعا عندما أعلن تعيين قبطى مساعدًا له.. وهذا تطور تاريخى غير مسبوق يحسب للإخوان المسلمين.

نعم إن بعض القلوب مكلومة، وهناك مرارات فى النفوس وفساد فى العقول التى تشبعت بالانحراف الفكرى والأيديولوجى.. ولكن مهمة الإصلاح، يجب أن تبدأ فورًا وأن نستثمر الفرصة الذهبية الرمضانية فى العلاج.

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 117 مشاهدة
نشرت فى 29 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

304,242