الرئيسية مقالات اليوم


Share on print محمد موافى 29 يوليو 2012 06:16 PM

 

يبدو أنك مثلى زهقت منى، وأنا أكاد أشك فى مقالى لأنى، أكاد أحس بمللك منى، فقلت: يا رب أعنِى، وقررت أن أكتب مقالة لا مثيل لها بالتاريخ، مقالة ولا أجمل ولا أرقى، ولا أعلى ولا أبهى، مقالة أسرقها من رسالة الفاروق، إلى أبى موسى الأشعرى، رضى الله عنهما، لما أراد أن يوليه القضاء، رسالة بيضاء، دع عنك جدل توثيقها، وكحل عينيك بها، فستظهر لك كثيرًا مما يلفنا من سواد، ويقول الفاروق:

أما بعد 

فإن القضاءَ فريضةٌ محكمةٌ، وسُنةٌ متبعةٌ، فافْهمْ، إذا أدلى إليك، فإنه لا ينفع تكلّم بحق لا نفاذ له، وآس بين الناس فى وجهك ومجلسك وقضائك، حتى لا يطمع شريف فى حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك، البينة على من ادعى، واليمين على من أنكر، والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً أحل حراماً أو حرّم حلالاً، ومن ادعى حقاً غائباً أو بينة فاضرب له أمداً ينتهى إليه، فإن جاء ببينة أعطيته حقه، فإن أعجزه ذلك استحللت عليه القضية فإن ذلك أبلغ فى العذر، وأجلى للعمى، ولا يمنعك قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه رأيك وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق، لأن الحق قديم لا يبطله شيء، ومراجعة الحق خير من التمادى فى الباطل.

 والمسلمون عدول بعضهم على بعض فى الشهادة إلا مجلوداً فى حدٍ أو مجرباً عليه شهادة زور، أو ظنيناً فى ولاء أو قرابة، فإن الله تعالى تولى من العباد السرائر، وستر عليهم الحدود إلا بالبينات والأيمان، ثم الفهم الفهم فيما أدلى إليك مما ليس فى قرآن ولا سنة، ثم قايس الأمور عند ذلك، واعرف الأمثال والأشياء، ثم اعتمد إلى أحبها إلى الله وأشبهها بالحق، وإياك والغضب والقلق والضجر والتأذى بالناس عند الخصومة والتنكر، فإن القضاء فى مواطن الحق يوجب الله به الأجر، ويحسن به الذخر، فمن خلصت نيته فى الحق، ولو على نفسه، كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن تزيّن بما ليس فى نفسه شانه الله، فإن الله لا يقبل من العباد إلا ما كان خالصاً، وما ظنك بثواب الله فى عاجل رزقه وخزائن رحمته.. والسلام".

ولا يليق لمثلى أن يعقب بعد هذا الكلام، إلا بكلمة واقفة فى الزّوْر، وهى مجرد طلب بإعادة تأمل جملة"وإياك والغضب والقلق والضجر".. فكيف يمكن أن يكون هناك قاض غضوب قلق عصبى "نطاح؟"..... لنا الله هو حسبنا ونعم الوكيل.

[email protected]

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 100 مشاهدة
نشرت فى 29 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

304,256