الرئيسية مقالات اليوم


1 Share on print د. محمد العبدة 28 يوليو 2012 06:11 PM

 

يتقن الغربيون(وبخبث) التلاعب بالمصطلحات؛ وذلك لإبعادها عن مضمونها الحقيقى، مثل قولهم عن المنطقة العربية(الشرق الأوسط) لإبعاد الهوية العربية الإسلامية، وما يحدث فى سوريا فى هذه الأيام يسميه الغرب حربًا أهلية، أو هو يخشى أن تتطور إلى حرب أهلية، بينما هى فى الواقع حرب بين أهل السنة ومن يساعدهم من الشرفاء وبين فرقة باطنية بأسمائها المتعددة، أو بالمصطلح الإعلامى هى(تطهير دينى) ضد أهل السنة، لأن الضحايا كلهم أو فى الغالبية العظمى من أهل السنة سواء من الشهداء أو السجناء أو الجرحى أو المهجرين.

إن الذى يتابع الأحداث فى المنطقة العربية سابقًا ولاحقًا يعلم أنه لو قتل عدد قليل من أى طائفة من الطوائف الأخرى(الأقليات) لقامت أوروبا ولم تقعد بحجة حماية الأقليات، ولو وقعت مجزرة واحدة فى أى قارة من القارات لتحركت كل الدول الغربية، إذن ليس هناك مانع من قتل أهل السنة وتدمير مدنهم وقراهم، ويصبح الحديث فى الإعلام ليس عن عدد القتلى من الرجال والنساء والأطفال ولكن عن عدد المجازر، مع أن كل مجزرة من هذه المجازر تكفى لأن يجتمع لها مجلس الأمن(مجلس الخوف)، ولكن لا نسمع إلا شجبًا وإدانة (ولعل هذه من مصطلحات الغرب التى لا تعنى شيئًا).

مع أننى لا أرغب كثيرًا فى الحديث عن شىء اسمه المؤامرة، ولكن الحقيقة تجابهنا هنا، أليست هى مؤامرة على الشعب السورى السنى؟، وإلا كيف نفسر هذا التراخى وهذه المماطلة من (أصدقاء سوريا)؟، وما معنى هذه اللقاءات دون نتيجة لوقف حمامات الدم؟، ونحن لا نتهم بعض الدول العربية أو بعض دول الجوار أنها شريكة فى هذه المؤامرة، ولكن ألم يأن لهذه الدول أن تدرك خطورة ما يجرى فى سوريا؟، وأنه لابد من إزالة هذا النظام الذى يسبب القلق والمصائب لكل دول الجوار.. نقول ليست شريكة ولكن ما معنى تصريح السيد أردوغان يبشرنا بقرب النصر ولم تقدم تركيا الدعم العسكرى اللازم للجيش الحر؟، وما معنى أن يصرح الجنرال رئيس بعثة المراقبين الدوليين بأن الوضع بعد سقوط النظام سيكون أسوأ من الواقع الآن؟، وما معنى أن تصرح أمريكا بمناسبة وغير مناسبة بأنها لن تتدخل عسكريًا؟

إن ما يجرى فى سوريا واضح شديد الوضوح، إنها معركة كبيرة من معارك التاريخ، فلماذا لا يشارك فيها المخلصون والحريصون على الأوطان وعلى البلاد والعباد؟، إن بعض الصحف الغربية فى بريطانيا وأمريكا بدأت فى الحديث عن التقسيم فى سوريا، عن دويلة علوية، وهو حديث الذى لا مانع لديه من مثل هذه الدويلة، لأن موضوع تفتيت المنطقة (مرة ثانية) وارد عند الغرب، فقد تحمس لتقسيم السودان رؤساء من أمريكا وممثلون سينمائيون، فهل نحن - لا قدر الله - أمام إسرائيل ثانية فى المنطقة؟، قد يقال إن بطولات الشعب السورى ستفشل أى مخطط للتقسيم أو أى مخطط للعودة إلى الوراء أو للحلول الوسط التى ليست فى صالح الشعب والثورة، نعم الشعب أهل لذلك ولكن أليس من السذاجة السياسية أن تسرع بعض الشخصيات لتتحدث بتفاؤل مفرط عن سقوط النظام بعد أيام، بينما النظام مازال يدك المدن والأحياء بالأسلحة الثقيلة!

وكان من الأحرى أن ينشغل الكل بتقوية الجيش الحر وتقوية المجاهدين فى الداخل ليتمكنوا من إسقاط النظام، أين هى الوفود التى تجوب العالم غربًا وشرقًا لطلب الدعم للقضية السورية؟، وأين الضغط الإعلامى على بعض الدول لوقف هذه المجازر؟، أليس هذا أفضل من الظهور المتكرر على الشاشات والإدلاء بوصف الواقع؟ 

إذن هى حرب مكشوفة الهوية، ولكن أصحاب الدبلوماسية الناعمة والسياسة الرخوة لا يحبون الحديث الصريح عن هذا الموضوع، والكاتب "ميشيل كيلو" ينصحنا بأن نبتعد عن هذا الموضوع؛ لأنه يثير الحساسيات (وهى مثارة أصلاً)، هو الآخر يريد أن يبعدنا عن حقيقة الصراع، وكثير من الخبثاء من الغربيين والشرقيين يحذرون من عودة الإسلام السياسى وهؤلاء مكشوف أمرهم، ولكن نقول للذين يحبون الحرية والعدل والحياة الإنسانية من الطوائف الأخرى: إن الإسلام هو خير للجميع، المسلمين وغير المسلمين.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 122 مشاهدة
نشرت فى 29 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

305,620