Share on print محمد محمود 24 يوليو 2012 04:31 PM
لم تنته حالة الجدل حول الدور الذى لعبه أشرف مروان ـ صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ـ فى حرب أكتوبر 1973، على ضوء المزاعم الإسرائيلية بأنه كان عميلاً لجهاز المخابرات "الموساد"، مع توالى الكشف عن معلومات قيل إنه أمد بها الجانب الإسرائيلى عشية الحرب التى انتصرت فيها مصر.
وقال الأكاديمى الإسرائيلى أورى بار يوسف، مؤلف كتاب "الملاك أشرف مروان.. الموساد ومفاجأة حرب الغفران"، إن وجهة النظر الإسرائيلية عن الحرب مع مصر ظلت معتمدة على اعتقاد معين منذ نهاية عام 1968؛ وهى أن المصريين لن يحاربوا إسرائيل بدون تحييد سلاح الجو الإسرائيلى والحصول على طائرات وصواريخ سوفييتية، إذ أن رجال سلاح الجو الإسرائيلى كانوا على يقين من أن المصريين لن يعبروا القناة بدون تحييد هذا السلاح وإذا فعلوا سيهزمون.
وأضاف: "اتضح أن هذا كان تفكير المصريين أيضًا، وهو ما نجده فى مذكرات الرئيس السادات والمهندس المخطط لحرب أكتوبر رئيس الأركان سعد الشاذلى وآخرين"، موضحًا: "هذا التفكير المصرى نقله أشرف مروان وأبلغ به إسرائيل، لكن فى أكتوبر 1972 حدث تغيير فى وجهة النظر المصرية تلك؛ حيث أدرك السادات أنه لا يستطيع الانتظار أكثر لحين الحصول على صواريخ وطائرات قاذفة للقنابل من الاتحاد السوفييتى، وقرر شن الحرب فورا".
وكشف الأكاديمى فى تقرير نشرته صحيفة "هاآرتس"، أنه "فى جلسة سرية جرت يوم 24 أكتوبر 1972 أعلن السادات للنخبة الأمنية المصرية عن قراره بخوض الحرب، وبعدها بحوالى أسبوع ونصف التقى مروان بمشغليه فى "الموساد" وأبلغهم بالقرار كما أحضر لهم محضر الاجتماع، بعدها أعلن موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق فى جلسة جرت يوم 26 نوفمبر أن هناك معلومات وصلت عن نية مصر خوض الحرب، وهو ما لم يحدث نظرا لأن السادات، وكما أبلغ مروان إسرائيل وقتها، تم إقناعه من قبل رجال الجيش المصرى بضرورة إجراء استعدادات جدية أكثر قبل شن الحرب".
تلك الاستعدادات ـ وفقا لبار يوسف ـ لم تكتمل إلا مع اقتراب شهر مايو، وتم تحديد موعد الحرب فى 19 مايو 1973 وهو الموعد الذى أبلغ مروان ومصادر أخرى لإسرائيل به، و"هؤلاء لا يشك أحد ما أنهم كانوا عملاء مزدوجين"، بحسب قوله.
وأوضح أنه فى جلسة نقاش جرت فى 18 إبريل 1973 حضرتها جولدا مائير رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك، أكد ديان ورئيس أركانه دافيد إليعازر أن القاهرة تتجه لشن الحرب، لهذا اعتقدت وقتها تل أبيب، ووفقا لما جلب مروان من معلومات، أن المصريين لن ينتظروا وصول الصواريخ والطائرات السوفييتية وسيخوضون المعركة.
وأضاف أن إيلى زاعيرا رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلى وقتذاك، أكد خلال الاجتماع أن المصريين لا ينوون دخول الحرب، وهو ما حدث بعد ذلك حيث إن المعركة لم تندلع فى شهر مايو نظرا لأن السوريين أبلغوا مصر بأنهم مازالوا غير جاهزين واتفقتا كل من القاهرة ودمشق على خوض الحرب بعد عدة شهور.
وذكر أنه عندما بدأت التجهيزات للحرب ووصلت معلومات بذلك للمخابرات الحربية الإسرائيلية، "استمر زاعيرا فى التمسك بفكرة أن المصريين لن يحاربوا بدون الصواريخ والطائرات السوفيتية وهى الفكرة التى أكل عليها الدهر وشرب، وبسبب تعامله البليد مع المعلومات الجديدة دفع الكثير من الشباب الإسرائيليين الثمن من حياتهم، وهو الثمن الذى دفعوه بسبب إقناع زاعيرا كل من ديان ورئيس أركانه أن وسائل جمع المعلومات الاستخباراتية وأجهزة الإنذار المسبق التى أعدتها مخابراته الحربية لتوقع الحرب مع مصر والتنبيه لوقوعها تعمل فى كفاءة، فى حين أن العكس كان هو الصحيح ولم يتم استخدام تلك الأجهزة". وختم مؤلف كتاب "الملاك أشرف مروان.. الموساد ومفاجأة حرب الغفران"، قائلا إنه بدون تحذير مروان لتل أبيب يوم 5 أكتوبر لكانت خسائر الجيش الإسرائيلى فى الحرب أكثير بكثير.
ساحة النقاش