10 Share on print د. جابر قميحة 27 إبريل 2012 07:42 PM
إن الداعية المسلم يجب أن يكون من أهم ملامحه: الاتزان والتواضع، مثلما نجد فى العلامة الشيخ محمد الغزالى، والدكتور المسيرى، والأستاذ عطية صقر، ولكننا للأسف رأينا الفضائيات تعرض من هؤلاء الدعاة من يتظرف، ويتعالم.
فرأينا فى قناة فضائية أحد هؤلاء الشيوخ تسأله إحدى الأمهات: بنتى اتجوزت وطلقت، وهى ترفض أى عريس يريدها، فقهقه ذلك الذى من المفروض أن يكون داعية قائلاً ــ بخفة دم مرفوضة ــ "بسيطة يا ستى، هاتيهالى وأنا أتجوزها...".
وداعية أسبوعى فى إحدى الفضائيات لا يؤدى فكرة أمام ضيفه إلا بالعامية، مع أن العربية الفصيحة المسهلة هى الأسهل فى النطق والفهم من العامية، فصاحبنا الداعية يقول: "بس دى جات إزاى"؟.
وأنا أعتقد أنه لو قال: "وإذا سألنا كيف جاءت هذه؟"، لكان ذلك أسهل، ولكن دعك من هذا، فصاحبنا يحتاج إلى كثير من الثبات والوقار والبعد عن الحركات البهلوانية، والتعميم الغالط، ويجرنا فى متاهات غير مفهومة، وهو دائمًا حريص على "تصغير" الآخرين، بعبارات مثل "وأخطأ العلماء إللى بيقولوا كذا..."، وقد حاولت أن أقنع نفسى به فأخفقت إخفاقًا ذريعًا.
وفى ذكرى الإسراء والمعراج، استضيف فى إحدى الفضائيات مع شيخ فاضل مشهود له بالعلم والخلق الرفيع، بدأ حديثه عن الإسراء والمعراج، وجاء الدور على صاحبنا وبدأ يقول: قبل أن أتكلم أصحح للعلماء جميعًا خطأً وقعوا فيه، وهو أنهم يقولون الإسراء والمعراج، مع أن الصحيح هو "الإسراء والعروج".
ونسى صاحبنا "الحركات"، أن الأصل أن يقال "الإسراء والمعراج"، لأن هذا الاستعمال هو الذى درج عليه العلماء من السلف والخلف: فقد بوب البخارى رحمه الله فى صحيحه باب المعراج، وقال ابن حجر: باب المعراج كذا للأكثر، وللنسفى: قصة المعراج، وهو الذى عليه الأكثر: والمعراج وهو اسم آلة ومعناه السُلَّم.
ونقل بن منظور عن الأزهرى: والمعراج السُلَّم، ومنه ليلة المعراج.
وعليه فالأوْلى استعمال الاصطلاح الذى درج عليه المسلمون، وهو أن يقال: "ليلة الإسراء والمعراج" لا "العروج".
وأنبه هذا الداعية "الأسبوعى" ــ هو ومن صار على دربه ــ إلى أمرين:
1- أن يكون بيانهم باللغة العربية الفصيحة.
2- ألا يلجأوا إلى الحركات "البهلوانية" التى لا تليق بالعلماء.
ساحة النقاش