الرئيسية مقالات اليوم

فى رمضان

Share on print محمد موافي 21 يوليو 2012 06:43 PM

 

كل عام أنتم بخير، فى رمضان.. شرفنا ربنا بنزول كلامه، وفى رمضان.. أكرمنا ربنا بنزول ملائكته جنودا تحارب بجوار أجدادنا فى غزوة بدر، وفى رمضان.. نبهنا ربنا إلى أننا لا نزال أمة الخير وأننا قادرون على وقف جحافل الشر، فأعطى الزعامة رجلا يسمى قطز، وسيره بجنود صابرة صائمة إلى سيناء، فرسموا على الصخور والرمال والجبال، لوحة لا تغيب عنها المدائح، نعرفها باسم عين جالوت، وتدين لنا بها أوروبا وشمال إفريقيا والدنيا كلها، لأننا منعنا عنهم التتار، فى رمضان شهر الله المعظم، خفض آباؤنا جباههم سجودا وإذلالا إلى من بيده النصر والعزة، فرفعها الله عالية منتصرة عزيزة بهية مكبرة: الله أكبر ترج الصحارى والقنال، فكان العبور وكانت ملحمة ثلاثة وسبعين.

فى رمضان.. أصلى على محمد خير من وطئ الحصى، وخير من جاء الوجود، وخير من إليه نزف التحيات والسلامات والأشواق، وخير ولد آدم أجمعين من أولين وآخرين، ومن رسلٍ ونبيين، فيا خير من جاء الوجود تحية، من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا.

فى رمضان.. أتضاءل وأنا أتذكر أنه صلى الله عليه وسلم، "كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون فى رمضان، فلرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة".

فى رمضان.. أترحم على رجال جيشنا الذين قضوا هانئين فرحين نحبهم على الرمال، نازفين الدماء من أجل أن نحيا كراما.

فى رمضان.. أشتاق - بصفة شخصية جدا - رجلا طيبا كان يأمر بتلاوة القرآن، ويطرب لسماعه، ويصحح أخطاء الصغار، ويطعم المسكين، ويمسح على رأس اليتيم، لم يفارقنى ظله، ولم يهجرنى صوته.

فى رمضان.. أخجل من صداع يلازم رأسى بسبب عادات سيئة، واعتيادات حياتنا المعاصرة العاصرة، وأخجل من نفسى، لأنى يأتينى رمضان بعد الرمضان وأنا ما زلت نصف حى، نصف ميت، نصف إنسان، نصف عائش، نصف قارئ، نصف محب، كلما هممت للأمام، سحبتنى خطواتى أميالا للوراء.

فى رمضان.. أدعو ربى أن يحفظ بلدي، وأن يؤيد رئيس بلدى، وأن يقتنع كل المصريين أن نجاح مرسى نجاح للجميع، وأن تعثره - لا قدر الله - تعثر لمصر كلها.

فى رمضان.. أتساءل إلى متى يظل قدرنا، أن يخيب ظننا فى رجال يلبسون للناس مسوح الضأن من اللين، ألسنتهم تطيش بالزعامة والحلاوة، وقلوبهم الله أعلم بها وبهم، لا يستحيون، ولا يخجلون، يكذبون علينا وهم يعلمون أنهم هم الكاذبون، ويكتمون الحق وهم يعلمون.

فى رمضان.. أعتقد أنه آن الأوان ليقرأ بعضنا القرآن، وهم يخافون أن يكونوا كعلماء بنى إسرائيل، الذين يكتمون الحق وهم يعلمون، والحق أنه لا عصمة لأحد، ولا أحد فوق النقد غير المتعبد فى غار حراء صلى الله عليه وسلم.

فى رمضان.. أبكى على أخلاقى، وأخلاق الملايين، وأصلى وأسلم على من كان خلقه القرآن صلى الله عليه وسلم.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 93 مشاهدة
نشرت فى 22 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

299,825