الرئيسية مقالات اليوم

التحقيق فى موت عمر سليمان

1 Share on print جمال سلطان 20 يوليو 2012 06:16 PM

 

سلسلة من التناقضات حدثت فى التعليق على الموت المفاجئ لرئيس الاستخبارات المصرية السابق ونائب رئيس الجمهورية اللواء عمر سليمان، فى أحد مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية، فى البداية أعلنت السفارة المصرية فى واشنطن أن سليمان مات متأثرًا بسكتة قلبية مفاجئة أثناء إجرائه بعض الفحوصات الطبية فى مستشفى «كليفلاند»، بولاية أوهايو، ثم أعلنت المستشفى ذاتها بعد ذلك عن أسباب أخرى للموت بأنه أصيب بمرض يسمى «أميلويدوزيس» أو ما يُعرف بداء «النشوانى»، وهو مرض لا يعرف له أسباب طبية حتى الآن، حسب قول المستشفى فى بيان غامض ومقتضب، والمثير للدهشة أن السفارة المصرية فى واشنطن قالت إنها لا تعلم أساسًا بوجود اللواء عمر سليمان فى الولايات المتحدة، وهو ما أكدته مصادر الخارجية الأمريكية أن عمر سليمان جاء إلى الولايات المتحدة كمواطن عادى بقصد العلاج، وهو كلام يحتاج إلى "قفا عريض" لكى يستوعبه أى مراقب أو محلل سياسى، لأن شخصية بهذا المستوى من الخطورة، كرئيس لأهم جهاز استخبارات فى المنطقة العربية بكاملها، ونائب رئيس جمهورية مصر العربية السابق، ليس "مواطنًا" عاديًا يسافر خلسة للعلاج من الإمارات العربية حيث يقيم بعد خروجه "المفاجئ" من مصر إلى الولايات المتحدة، ومثل هذه الشخصيات الحساسة والخطيرة تكون مرصودة وتحت المتابعة على مدار الساعة، لأن ما تملكه من أسرار وعلاقات هو من النوع الذى يقيم حكومات ويسقطها، وأعلن موت عمر سليمان فجر الخميس، وكان مقررًا أن يصل إلى القاهرة أمس الجمعة، لكن جثمانه لم يصل، وقد ترددت تكهنات عديدة ومتشعبة عن طريقة موته أو مقتله، وكلها تكشف عن إدراك مبرر وحقيقى بأن حدثًا مفاجئًا مثل ذلك لا يمكن أن يمر مرور الكرام، ولا يمكن أن نبتلع بسهولة تقريرًا غامضًا ومبتسرًا جدًا من مستشفى أمريكى لكى نقول: آمين، ويتم دفن الجثمان وسره معه، ومن ثم فإنى أضم صوتى إلى تلك الأصوات التى نادت بفتح تحقيق جدى وصارم فى تلك الحادثة، وأن يخضع جثمان عمر سليمان إلى إعادة تشريح فى مصر من قبل خبراء على أعلى مستوى لمعرفة أسباب الوفاة، لقد فجع العالم الأسبوع الماضى بفضيحة الكشف عن موت الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات مسمومًا، بعد سنوات من واقعة موته التى تم وصفها بالموت العادى وصدرت ـ وقتها ـ بيانات من مستشفى فرنسى بأن الوفاة عادية، بينما يتم اليوم اكتشاف أننا كنا أمام جريمة قتل حقيقية، ولم يعد النقاش الآن هل قتل مسمومًا أم لا؟، وإنما البحث عن القاتل أو القتلة، ونحن الآن أمام طرفين مسؤولين عن مقتل عمر سليمان أو وفاته، حكومة الإمارات العربية التى استضافته فجأة على خلفيات لا نعرف لها أسبابًا، فهو فى ضيافتها وحمايتها ورعايتها أمنيًا ودبلوماسيًا، والحكومة الأمريكية التى مات أو قتل على أراضيها، والحقيقة أن هذه أول مرة يسافر فيها شخصية مصرية رفيعة إلى الولايات المتحدة بدعوى "العلاج"، حتى مبارك نفسه لم يكن يسافر للعلاج إلا إلى أوروبا، ألمانيا أو فرنسا، فلماذا سافر سليمان إلى الولايات المتحدة سرًا؟، من الذى دعاه؟، ومن الذى رتب له السفر؟، ومن الذى حجز له المستشفى؟، وما هى تطورات المرض الذى قيل أنه أودى بحياته؟، وكيف ظهر عليه فجأة بدون مقدمات فأنهاه خلال يومين فقط؟، كثير من الأسئلة ستظل عالقة قبل أن يتم تشريح الجثة فى مصر وإجراء تحقيق جاد.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 121 مشاهدة
نشرت فى 20 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

299,889