الرئيسية مقالات اليوم

"المعلم" ساويرس ضد أمريكا!!

67 Share on print جمال سلطان 15 يوليو 2012 08:27 PM

 

نحن نعيش هذه الأيام حالة من الاستهبال السياسى غير مسبوقة، وليس أدل على هذه الحالة من تلك التظاهرات، التى قام بها بعض النشطاء الأقباط والتصريحات، التى صدرت عنهم تعليقًا على زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، وقد تزعم نجيب ساويرس حملة رفض النشطاء الأقباط لزيارة كلينتون باعتبارها تدخلاً أمريكياً فى شؤون مصر، وهذا كلام مضحك جدا، أن يصدر هذا الكلام منه هو تحديدًا، أو أن تكون زيارة وزيرة خارجية بلد غربى أو شرقى لمصر تدخلا، هل يعنون بذلك أنهم يقصدون وجوب فرض المقاطعة الدولية على مصر بسبب فوز مرشح التيار الإسلامى برئاسة الجمهورية مثلا، فكيف إذا قام بالزيارة الرئيس أوباما نفسه، أظن أنهم سيعلنون أنه دعم للانقلاب على السلطة، والطريف أن يصدر هذا الكلام من نجيب ساويرس، وهو الرجل الذى يتعامل على أعلى مستوى مع أجهزة أمريكية حساسة فى أكثر من منطقة فى العالم تشهد غزوًا أمريكيًا صريحاً، مثل العراق وأفغانستان، وعلاقات شراكته مع وزارة الدفاع الأمريكية لم ينسها المصريون بعد، فأن يتحدث ساويرس عن تدخل أمريكى ويقدم نفسه كمعارض للسياسة الأمريكية الخارجية، فهى نكتة، كذلك وقف فى الصف مايكل منير، الذى يقال إنه أسس حزبا دون أن نعرف هل أشهره أم لا وكم عدده، لأنى لم أسمع به من قبل، ومايكل واحد من أبرز نشطاء أقباط المهجر الذين كانوا يستعينون بالمؤسسات الأمريكية للتدخل فى شؤون مصر والضغط عليها ومحاولة انتزاع قرارات سياسية بتحريض الأمريكان علنا، مايكل اليوم يتكلم بوصفه معارضا للتدخل الأمريكى فى مصر، هل نحن فى مسرحية كوميدية، وعماد جاد الذى خسر رهانه وخسر صورته كمثقف مدنى عندما تورط فى منازعات طائفية صريحة فى أعقاب الثورة، ثم تورط أكثر أثناء الانتخابات الرئاسية ووضع رهانه كله على فوز أحمد شفيق واندحار مرشح الثورة، وما زال عماد يعانى حتى الآن من "لوثة" خسارة الرهان الصعب والتاريخى وتضطرب مواقفه السياسية بوضوح، وما زال يعانى من حالة الانكشاف التى التصقت به، وجعلت من الصعب أن يتعامل معه الرأى العام كمثقف مدنى وليس ناشطا طائفيا، والحقيقة أن مجموعة صغيرة من المتطرفين سياسيا من نشطاء الأقباط يبدون قلقهم الكبير من نجاح رئيس الجمهورية الجديد فى مهمته، ويعتبرون ذلك هزيمة لهم حتى لو استفادوا من حكمه، كما يقلقهم كثيرا قناعة عدد من قادة الكنيسة المصرية بتوجهات الدكتور محمد مرسى وثقتهم فيه وفى خطابه الانفتاحى، ولذلك يؤذيهم جدا أن ينجح مرسى فى أى خطوة، وعندما سافر رئيس الجمهورية فى أولى رحلاته الخارجية إلى السعودية من أجل دعم اقتصاد مصر وفتح مجالات أوسع للعمالة المصرية وحماية مصالحها كانت قناة ساويرس الفضائية فى الليلة ذاتها تستضيف معارضين سعوديين للحديث عن "انتهاكات السعودية لحقوق الأقليات الدينية والطائفية" فى منطقة القطيف، فى محاولة لدق إسفين يفسد الزيارة، ولكنهم فشلوا، وساويرس ـ إضافة لما سبق ـ يحاول رد الجميل إلى "العسكرى" الذى وفر له حماية فى الأشهر الماضية من المحاكمة التى كانت ضرورية فى قضية التجسس التى تورطت فيها الشركة التى يرأسها، وحتى الآن لم أقابل مشتغلا بالقانون إلا ويضرب كفا بكف وهو يسأل: كيف لم يدخل نجيب ساويرس كمتهم فى قضية التجسس، واليوم يحدثنا ساويرس بوصفه "مناضلا" ضد السياسة الخارجية الأمريكية وتدخلها فى شؤون مصر، وكم ذا بمصر من المضحكات.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 151 مشاهدة
نشرت فى 16 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

304,427