authentication required

الرئيسية مقالات اليوم

سلامة فى خير

6 Share on print محمد موافي 12 يوليو 2012 08:24 PM

 

سلامة أحمد سلامة، لو أردت اختصاره فى كلمتين، لقلت على الفور "قلم نظيف".. أستاذى الكبير: حال الصحافة يا أستاذ، كخبر رحيلك، حزن على حزن، وحال مصر يا أستاذ، يشتاق وصفك، وحال الكذابين، يستأهل قصفك، ورحلت يا أستاذى، وفى آخر كلماتك حذرتنا من طريق الفوضى.

لم ألتق الأستاذ، وتعلمت منه الكثير، الأستاذ تختلف مع بعض سطور مقالاته، ولكنه خلافٌ من قريب، كاسم عموده "من قريب"، الاختلاف معك، من قريب، والخلاف عليك، مستحيل وبعيد.

سلامة كان طريقا وحده، له أفكار، وطرائق للتفكير، تسير باتجاه فكرة وقرت فى القلب، واقتنع بها العقل.  قبل الثورة، دافع سلامة عن كل أطياف المعارضة، وأصاب سن قلمه ثوب الحزب الوطنى، ولم يسلم منهم، لكن أحدا ما لم يتجاسر على الاقتراب، حجبوا بعض مقالاته، وأجلسوا على عرش الأهرام موظفين، فيما جلس سلامة على عرش قلوب قراء الأهرام.

حينما ترك الأستاذ جريدة الأهرام، تذكرت على الفور، بيت المتنبى: "إذا ترحّلْت عن قومٍ، وقد قدروا ..... ألا تفارقهم، فالراحلون همُ".. فعلا كانت الأهرام تسير فى اتجاه الرحيل، فيما يثبت سلامة كل يوم رسوخ قلمه السلس القوى الواضح الصريح.

وحينما تخبطت الأهرام، ونشرت مقالا لأحمد عز، ثم بعد الثورة مقالات لأحد المرضى النفسيين، ثم أصبحت الأهرام فى مهب ريح النقد، يومها قفز إلى ذهنى بيت أبى فراس الحمدانى: "سيذكرنى قومى إذا جدّ جدُّهم .... وفى الليلة الظلماء يُفتقدُ البدرُ".

كتب الأستاذ عن شجرة مثمرة راسخة طيبة، لكنى شعرت يومها أنه يكتب عن نفسه هو، حينما كتب:

    "أطل من نافذتى على ميدان صغير فى حجم الكف، يحتضن شجرة جميلة ضخمة معمرة، أود فى كل يوم لو احتضنتها وقبلتها عرفانا وحبا لما تمنحه حولها من خضرة وجمال، وما تنبض به من أنس وظلال وسط أجواء متقلبة ورياح متربة، ولكننى لا أستطيع أن أصل إليها عبر شجيرات وأعشاب نمت حولها، جفت وطالت وصارت مأوى للحشرات والقمامة نتيجة الإهمال.. تسقط أوراقها فى الشتاء ولكنها لا تتعرى أبدا.. وتمتد أغصانها إلى السماء فى كل اتجاه بعيدا فى الفضاء، كما تمتد عروقها فى باطن الأرض.. تشكل بناء معماريا فخما من صنع الطبيعة.

الله يرحمك يا أستاذ، فالقليلون جدا هم من يستحقون لقب أستاذ، وأقل منهم من يستحقون أن نعزى فيهم أنفسنا وأذواقنا، وعادات مطالعاتنا اليومية، كقهوة الصباح.

قال سلامة: "نريد مليونية تطالب بعودة الربيع.. والنظافة إلى الشوارع والمؤسسات.. والصفاء إلى القلوب والعقول".

الله يرحمك ويبعثنا جميعا، تحت لواء صاحب كلمة الحق، صلى الله عليه وسلم.

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 94 مشاهدة
نشرت فى 13 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,481