الرئيسية مقالات اليوم


87 Share on print محمد موافى 07 يوليو 2012 07:37 PM

 

قاتل الله الاثنين: الحسد والحقد، مع أننا لو حذفنا السين أو القاف من أى الكلمتين وأبدلناهما بحرف الميم لصارتا (الحمد)، ومن يقبضون بقلوبهم على نعمة الحمد فهم فى سعادة لا تنتهى.

قال الكاتب المعروف: إن الرئيس مرسى سيفشل سيفشل، وراح يعدد لى كم الكوارث والمصائب والأزمات فى مصر.. لم أرتب للرد أو للسؤال، لكنى وجدتنى أسأله: هل قولك إن الرئيس سيفشل هو توقع أم تمني؟، يعنى هل هو قراءة وتحليل واقعى يتنبأ بالفشل وفق معطيات منطقية؟ أم أنه تمنى من باب الحسد أو الحقد؟ طبعا غضب، وتعجل بعدم إكمال الحديث، وحمدت الله الذى عافانى من كثيرٍ، مما ابتلى به آخرين.

  وأسوأ الأمراض التى يمكن أن تصيب بشرًا، مرضا الحقد والحسد.. ومصر ليست بلد محمد مرسى وحده، ولا الإخوان وحدهم، وليست هى مسئولية ثلاثة عشر مليونًا اختاروا رئيسًا جديدًا، لكن بلادى أمانة فى أعناق الجميع، بما فينا اثنا عشر مليونا اختاروا شفيق، وعشرون مليونا لم يختاروا أحدًا، فهى تركة ثقيلة فوق أكتافنا جميعًا.

مصر مسئوليتنا جميعا، نحن ورثناها بخيرها وفقرها، بخزائنها وديونها، بسحرها وأزماتها، نحن الذين اقتربنا من تسعين مليونًا، ونحن المسلمين والمسيحيين، ونحن الشعب والجيش، نحن الكل فى واحد مسئولون عن هذا البلد.

 بالحب نبنيه، ومن يتمنى الخير يجده، ومن جاهد فى طلب شىء تآمر الكون كله لمساعدته، فليس سوى أن نريد، أن نحب، أن نساعد ربان السفينة، لأن اهتزازها- لا قدر الله- يعنى اهتزازنا جميعًا، وليس غرق الرئيس ولا الإخوان وحدهم، فالذى يتمنى فشل الرئيس هو أعمى، وليس مجرد أعور حاسد حاقد، وخذوا هذه القصة التى نقلها الروائى الفيلسوف(باولو كويلهو) واستعيذوا بالله منها وتأملوها جيدا، ويسعدنى أن تبعثوا برأيكم عنها، وعن كيف يمكن أن نحارب الكراهية المدمرة.

   يحكى كويلهو: فى صحراء الشام، قال إبليس لأتباعه: "البشر يهتمون بتمنى الشر للآخرين أكثر من اهتمامهم بصنع الخير لأنفسهم".. وحتى يشرح الشيطان قصده راح يختبر لأعوانه رجلين كانا يرتاحان فى بُستانين متجاورين، وذهب للأول قائلا: "جئت لأحقق لك أمانيك، لكن اعلم أنه أيًا كان الذى ستريده، فسوف أحققه بشرط أن أعطى لصديقك نفس الشيء ضعفين، صمت الرجل لحظات، وأخيرًا قال: صديقى مسرور لأنه سينال الضعف، مهما كانت أمنيتي.. ولكنى رتبت له مفاجأة وفخًا، فأمنيتى هى أن تجعلنى أعور).

فهل من أجل أن يفشل رئيس مصر، لا مانع لديك من أن تصير نصف أعمى..الحمد لله.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 54 مشاهدة
نشرت فى 8 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

305,700