الرئيسية مقالات اليوم


55 Share on print محمود سلطان 07 يوليو 2012 07:39 PM

 

ثمة آراء من خارج التيار الإسلامي، بدأت تُبدِي مخاوفها، من تشكيل حكومة "سياسية" وفاءً بوعد الرئيس محمد مرسي، للقوى الوطنية المصرية، عشية الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

الآراء تلتقي مع وجهة نظر "الإخوان".. حيث ترى الأخيرة، أنها الوحيدة القادرة على إنجاز "مشروع النهضة" ـ البرنامح الانتخابي للرئيس ـ وأن أية حكومة "كوكتيل" تستند إلى "الترضيات" للتيارات التي ساندت د. مرسي، ستفضى إلى ما يشبه القطيعة بين "برنامج" الرئيس و"أدوات" الإنجاز.

المدهش أن هذا الرأي يتبناه سياسيون ليبراليون نشطاء: "عمرو حمزاوي".. وحزب "الوفد".. وتتلخص الرؤية في أن يشكل الإخوان الحكومة، وتنتقل القوى الأخرى إلى موقع المعارضة.

ربما يكون الرئيس الآن، في موقف صعب، بشأن قراره المتوقع؛ لأنه من جهة يريد أن يفي بوعده، ومن جهة أخرى يحتاج إلى "حكومة" تفهمه وتتناغم مع رؤيته الخاصة بمستقبل مصر.. فهو وحده ـ وليست الحكومة ـ الذي سيسدد فاتورة الفشل أو سيجنى ثمرة النجاح.

الموقف بشأن التشكيل الوزاري، يشبه إلى حد كبير، أزمة "أداء اليمين الدستورية".. والتي كانت من قبيل تفخيخ العلاقة بين الرئيس وقوى الثورة.. وهو المأزِق الذي تخطاه الرئيس ببراعة، حين أدى اليمين أمام الجميع، وأرضى كل الأطراف.

على الرئيس الآن، أن يفكر في حل لتجاوز أزمة التشكيل الوزاري.. في بيئة مكتظة بنخبة سياسية فاسدة أو مخترَقة، وخالية من أية شركاء ديمقراطيين حقيقيين.

الحل الذي نتوقعه، قد يمزج بين "الوعود" التي قطعها على نفسه ـ حكومة ائتلاف وطني ـ وبين "التكنوقراط" القادرين على فهم رؤية الرئيس ورسالته، وإنجازها بشكل جيد.

أعرف أن القرار سيكون صعبًا؛ فحكومة "التكنوقراط" لن تحصن الرئيس من انتقادات "الحلفاء" السياسيين الذين ينتظرون "المكافأة" الرئاسية.. فيما ستسلم "حكومة إخوانية" مرسي إلى حفلات التعذيب الليلية على فضائيات غسيل الأموال.. فلن يستطيع إرضاء الطرف "الأول" أو إسكات ألسنة الآخرين.

على أية حال فإن "القماشة" الموجودة أمام الرئيس لن تكون خالية، من المواصفات التي قد تعتبر حلاً للخروج من الأزمة.. فالتيار الوطني المصري، توجد به شخصيات متصالحة مع "الإسلام الحضاري".. ولا تتبنى مواقف أو رؤى متصادمة مع الإسلاميين، وبينها شرائح تستبطن ضميرًا دينيًّا يتماس مع الإسلام كمشروع للنهضة، وهي الشرائح التي تجمع تلك الروح مع خبرات فنية، تؤهلها لتولي حقائب وزارية، وفي تقديري، أن الجامعات المصرية ثرية بتلك النماذج، وغالبيتها في الظل وعلى هامش الحياة العامة، وضحايا للفساد الإداري والإعلامي الذي يعتمد على "الشللية"، الموروث من عهد الرئيس السابق، ولا يزال ينفرد بصناعة "نجوم" مضروبة يقدمها للرأي العام، بالتزييف والتدليس باعتبارهم "النخبة" و"الصفوة" الوحيدة في مصر.. وتتولى عملية تسويقهم أمام صانع القرار.

على الرئيس مرسي.. الخروج من هذه الدائرة الذي صنعها إعلام مبارك وأموال الفلول.. وأن يبحث بعيدًا عن بِضاعتها الفاسدة.. فالجامعات غنية بالكفاءات والتي تنتمي إلى الطيف الوطني من جهة، ومتصالحة مع الإسلام  من جهة أخرى.. وهي الخامة التي يمكن أن يبدأ منها إنجاز مشروع النهضة .. وربنا يوفقه.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 32 مشاهدة
نشرت فى 8 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

305,786